خلال المنتدى الثاني رفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي

اليحيا: التعاون الخليجي الأوروبي ركيزة للاستقرار الإقليمي والدولي

تصغير
تكبير

- نأمل أن تسهم مداولاتنا في ترسيخ شراكتنا الاستراتيجية وخدمة مصالح شعوبنا
- الشعب الفلسطيني يواجه أوضاعاً مأساوية غير مسبوقة تستوجب تحركاً دولياً

أكد وزير الخارجية، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبدالله اليحيا، أن الأمن والسلام يمثلان الأساس الراسخ للتنمية المستدامة والازدهار المشترك، مشدداً على أهمية التعاون الوثيق بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة.

جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها خلال أعمال المنتدى الثاني رفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، الذي استضافته الكويت، اليوم الأحد، بحضور الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس، وعدد من وزراء الخارجية وسفراء الدول الأعضاء.

وقال اليحيا إن المنتدى يشكل منصة مهمة لتعزيز الحوار وتبادل الرؤى، وتكثيف جسور التعاون بين الجانبين، آملاً أن تسفر مناقشاته عن نتائج عملية تواكب التحديات الراهنة وتلبي طموحات شعوبنا المشتركة.

شراكة

وأضاف أن مجلس التعاون ينظر إلى الاتحاد الأوروبي كشريك أساسي في دعم الاستقرار وتعزيز النظام الدولي القائم على احترام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مؤكداً أن التعاون الأمني بين الجانبين يمثل ركيزة محورية في شراكتهما الاستراتيجية.

وأشار إلى أن هذا التعاون تجسد في مجالات متعددة، منها مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز أمن الملاحة البحرية، وحماية الممرات المائية الحيوية للتجارة العالمية وإمدادات الطاقة، والتصدي للقرصنة وتهريب الأسلحة، لافتاً إلى أن الأمن السيبراني يمثل اليوم أحد أهم مجالات التعاون العاجلة، من خلال تبادل الخبرات وتطوير آليات الاستجابة السريعة وصون البنية التحتية الرقمية.

وأكد اليحيا أن ما يميز التعاون بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي هو ارتكازه على قيم مشتركة ومصالح متبادلة ورؤية مستقبلية طموحة، تسعى إلى بلورة أطر مبتكرة للتعاون تواكب المتغيرات الدولية وتدعم الأمن والسلم الدوليين.

وقف سياسات الاحتلال

وفي الشأن الإقليمي، أعرب وزير الخارجية عن إدانة الكويت الشديدة للاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، التي وصفها بأنها «تجاوزت كل الاعتبارات القانونية والإنسانية»، مؤكداً مركزية القضية الفلسطينية وضرورة وقف سياسات الاحتلال القائمة على القمع والتهجير والتجويع.

وقال: «إن الشعب الفلسطيني الشقيق يواجه أوضاعاً مأساوية غير مسبوقة، تستوجب تحركاً دولياً عاجلاً لوضع حد للانتهاكات، ورفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة بشكل كامل وفوري».

ورحب اليحيا بالمبادرات الهادفة إلى تحقيق السلام، مشيداً بجهود الاتحاد الأوروبي لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ودعم مسارات الحل العادل والشامل، ومثمّناً في الوقت ذاته خطوة عدد من الدول الأوروبية الصديقة بالاعتراف بدولة فلسطين، داعياً سائر الدول إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

معالجة القضايا العالقة

وفيما يتعلق بالعلاقات الكويتية - العراقية، أكد الوزير أن الكويت تواصل دعمها للعراق في سعيه لتحقيق الاستقرار والازدهار، داعياً الحكومة العراقية إلى استكمال معالجة القضايا العالقة وفق أحكام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك إعادة الأسرى والمفقودين الكويتيين، والممتلكات والأرشيف الوطني، واستكمال ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة 162، وتنفيذ اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبدالله وبروتوكول التبادل الأمني.

وشدد اليحيا على أهمية التزام جمهورية العراق بسيادة دولة الكويت وسلامة أراضيها واحترام الاتفاقيات الدولية، بما يعزز علاقات حسن الجوار ويسهم في استقرار المنطقة.

وأعرب عن تطلع دولة الكويت لأن تسفر أعمال المنتدى عن نتائج ملموسة تعزز الأمن والاستقرار الإقليمي، وتفتح آفاقاً أوسع للتعاون بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، قائلاً: «نأمل أن تسهم مداولاتنا اليوم في ترسيخ شراكتنا الاستراتيجية، وخدمة مصالح شعوبنا، وتعزيز السلام والازدهار على المستويين الإقليمي والدولي».

الاعتداء على قطر

وأكد اليحيا «إدانة الاعتداءات الإسرائيلية التي تجاوزت كل الاعتبارات القانونية والإنسانية، وعدوانها الأخير على دولة قطر، التي لعبت دورا حيويا وبناء ووسيطا نزيها يبذل كافة المساعي والمبادرات الهادفة للتهدئة ونزع فتيل النزاعات، وإننا إذ نجدد إستنكارنا لهذا العدوان، لنؤكد أنه يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً خطيراً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ويُعقد المشهد الإقليمي، ونطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، وإتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة لوقف هذه الاعتداءات».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي