لجنة «كويتيون لأجل القدس» كرّمت المعلمين في الحقبة من 1936 إلى 1956

الحمود: الكويت لن تنسى الإسهام الفلسطيني في نهضتها التعليمية

تصغير
تكبير
|كتب باسم عبدالرحمن|

اكدت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي الدكتورة موضي الحمود ان الكويت لن تنسى الاسهام الفلسطيني في نهضتها التعليمية،مشيرة الى توثيق البعثة التعليمية الاولى بالاسماء والصور التي شملت الرواد الاوائل من المعلمين الفلسطينيين في حقل التعليم مع بدايات الكويت الحديثة.

وشددت الحمود على ان العلاقات الطيبة التي تربط الشعبين الكويتي والفلسطيني ستبقى راسخة كما ستبقى الكويت خير نصير لقضية الشعب الفلسطيني وسعيه الى تحرير ارضه كعهدها ونهجها الاصيل الذي سارت عليه منذ احتلال فلسطين.

وقالت الحمود في كلمتها خلال حفل «مسيرة وعطاء» لتكريم المعلمين الفلسطينيين الاوائل في الفترة من عام 1936 وحتى 1956 والذي اقامته لجنة «كويتيون لأجل القدس» مساء الاول من امس ان الكويت «لن تتراجع عن الدعم المطلق اضطلاعا بمسؤوليتها العربية ووفاء بواجبها نحو شعب عربي شقيق كان له اسهاماته المعروفة في نهضة التعليم في الكويت».

واضافت الحمود انه «برغم تباعد المسافات وعقبات الظروف السياسية إلا ان الثقافة والعلم تبقى جسورا ممتدة تعبر المسافات الزمنية بين البلاد وتتعدى جميع الصعاب السياسية لتنسج وشائج العلاقة والاتصال بين الجميع وتجدد روابط الحب والاخاء والاخلاص».

واعربت الحمود عن سعادتها بالمشاركة في تكريم لجنة «كويتيون لأجل القدس» لنخبة مميزة من الرعيل الاول من المعلمين الفلسطينيين الذين كانوا ضمن اول بعثة تعليمية تصل الى الكويت عام 1936 للمساعدة في ادخال التعليم النظامي لها، مؤكدة ان «الكويت لا تنسى ابدا اصحاب الفضل وتحرص دائما على استذكار افضالهم وتوريث ذلك لابنائها جيلا بعد جيل للاعتراف بالفضل لذويه كقيمة انسانية عظيمة تضعها في طليعة القيم الفاضلة التي نربي ابناءنا عليها».

ولفتت الحمود الى ان الدراسة التوثيقية لتاريخ التعليم في الكويت التي اعدها مركز البحوث والدراسات الكويتية بالتعاون مع وزارة التربية عام 2002 « وثقت البعثة التعليمية الاولى التي قدمت للكويت بالاسماء والصور لتبقى خالدة في وجدان الانسان الكويتي الذي يشع بالوفاء والاصالة».

وتابعت الحمود قائلة «الدراسة تشير الى ان مجلس المعارف الكويتي وقتها في عام 1936 طلب من مفتي فلسطين في ذاك الوقت الحاج امين الحسيني ترشيح 4 فلسطينيين للعمل في المدرسة المباركية، والذين تم الاحتفاء بهم واستقبالهم خير استقبال، الى جانب ان مجلس المعارف عهد بإدارته الى اثنين من اعضاء البعثة الفلسطينية هما احمد شهاب من 1937 الى 1942 ودرويش المقدادي من 1950 الى 1952».

وذكرت الحمود ان الاخوات الثلاث رفقة ووصيفة وسكينة عيسى عودة اول من شاركن في اول مدرسة ابتدائية للبنات في عام 1937، مؤكدة ان «الاسهام الفلسطيني في التعليم بالكويت لن ينساه شعب الكويت».

من جهته قال نائب رئيس لجنة كويتيون لأجل القدس عبدالعزيز الملا في كلمته ان الحفل يأتي كمساهمة من الشعب الكويتي في ختام فعاليات الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية.

واضاف الملا ان ما يزيد الاصرار على اقامة هذا الاحتفال اعتباره «اعلانا شعبيا من الكويت للتعبير عن رفض الاحتلال والتهويد للقدس الشريف الذي يتعرض الان لأشرس انواع الاغتصاب».

واشار الملا الى ان الكويت حينما قررت اللحاق بمن سبقها من اشقائها من الدول عبر التعليم من خلال الاستعانة باول بعثة تعليمية من الدول العربية وكانت من فلسطين مكونة من 4 اساتذة هم احمد شهاب الدين والدكتور خميس محيي الدين نجم والمرحوم محمد عامر المغربي والمرحوم محمد جابر حديد، ثم انضمت اليهم مدرستان فلسطينيتان هما وصيفة ورفيقة عيسى عودة لتعليم البنات.

وبين الملا ان عقب هذه البعثة تبعهم بعد ذلك الكثير الذين جاءوا الى الكويت البسيطة ما قبل ظهور النفط وتأقلموا مع الكويتيين ثم توالى بعد ذلك انضمام المدرسين الفلسطينيين الى سلك التعليم في الكويت وكان لهم اثر لا ينسى في تقدم الكويت ونهضتها.

واوضح ان الاحتفال محاولة للتعبير عن وفاء الكويتيين لاستاذتهم من ابناء فلسطين ممن درسوا في الكويت ما بين عامي 1936 و1956، للوفاء بجزء من واجبنا تجاههم، متمنيا ان تحين الفرصة لرد الجميل ايضا لاساتذتنا من ابناء مصر الذين قدموا الى الكويت في عهد الملكية وعهد الثورة ليساهموا مساهمة اساسية في بناء نهضة التعليم والكويت.

من جهته قال محمد جاسم السداح ان شعار « شكرا معلمي» رفعته جمعية المعلمين منذ سنوات لتكريم المعلمين الكويتيين، لكن هذه المرة نقولها للمعلمين الفلسطينيين الاوائل الذين قدموا الى الكويت في النصف الاول من القرن الماضي ليساهموا في تعليم وتربية جيل كامل من ابناء الكويت لبناء معالم الكويت الحديثة منذ ايام الاستقلال.

واضاف السداح ان الكويت في عام 1936 شهدت قدوم اول بعثة من المدرسين العرب الذين شاركوا ابناء الكويت شظف العيش وقسوة الحياة في تلك العهود الغابرة، وتحملوا تلك الايام الصعبة التي مرت على الكويت حيث لا ماء نقيا ولا كهرباء ولا تكييف ورغم ذلك تأقلموا دون ان يتسرب الى نفوسهم الوهن وقد اعطوا فاحسنوا العطاء وبذلوا جهدهم في اداء الواجب على خير ما يكون.

واكد السداح ان مدارس الكويت ستبقى منارات للعلم والعطاء وسيبقى المعلم وفيا لمبادئ مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها بكل جدارة من خلال رسالته التي لا تنحصر في تقديم العلم وتيسيره وانما لتشمل حراسة الاخلاق والمبادئ والقيم المستمدة من اصول مجتمعنا العربي الاسلامي والتي من خلالها يتبلور جوهر حضارتنا وتتحدد هوية ابناء امتنا.





وزيرة التربية عن التعاقد مع معلمين فلسطينيين:

نستقطب أفضل العناصر من أي مكان




ردا على تساؤل بخصوص ان كان خروج المعلم الفلسطيني اثر على مستوى التعليم الكويتي، قالت الحمود انه «لا شك ان المعلمين الفلسطينيين لهم مساهمات كبيرة في النهضة التعليمية بالكويت لكن ولله الحمد هناك كثير من الاجيال من المدرسين الكويتيين الذين تربوا على ايديهم يعطون من واقع ما نهلوه منهم، ونذكر بالعرفان المعلم الفلسطيني ولكن ايضا نقول الله يعطي العافية للمدرسين الموجودين».

وردا على تساؤل اخر بخصوص اعادة التعاقد مع مدرسين فلسطينيين من جديد، افادت الحمود «بأن لجان التعاقد تتعاقد مع المدرس المؤهل سواء كانت لجانا محلية او لجانا خارجية في الدول العربية لاستقطاب افضل العناصر من اي مكان».

وأكدت الحمود رفضها لاسلوب الضرب التأديبي الذي كان يتبعه المدرسون مع الطلاب في الازمنة الماضية قائلة «هذاك زمن وهذا زمن فكل زمن حلو بمبادئه وممارساته لكن الان الامور اختلفت وخف الضغط على المدرس بفضل تقنيات الوسائل المساعدة وليس هناك اي مبرر للضرب».



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي