خيار إستراتيجي لتطوير البنية التحتية بإمدادات الكهرباء وإنارة الطرق بالمناطق الجديدة

الطاقة الشمسية... تدخل المشاريع الإسكانية

تصغير
تكبير

- ناصر خريبط:
- دمج الطاقة الصديقة للبيئة في مشاريع «السكنية» المستقبلية
- تركيب 434 عمود إنارة يعمل بالطاقة الشمسية في جنوب عبدالله المبارك
- إنارة الطرق بالطاقة الشمسية ستُنفذ في «جنوب سعد العبدالله» و«جنوب صباح الأحمد»
- فاطمة حياة
- تطبيق النظامين الهجين والمستقل لإنارة الطرق بالطاقة الشمسية ولكل منهما استخداماته
- دمج الطاقة المتجددة مع الشبكة التقليدية خيار «الكهرباء» لضمان استمرارية الخدمة
- اعتماد الطاقة المتجددة كمصدر رئيسي في بعض المشاريع الجديدة المصممة سابقاً

كونا - وسط تضافر للجهود بمختلف قطاعات ومؤسسات دولة الكويت نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز كفاءة الطاقة في البلاد، تسعى المؤسسة العامة للرعاية السكنية إلى الاستفادة من الطاقة المتجددة والمصادر المنبثقة منها كخيار إستراتيجي في مشاريعها لتطوير البنية التحتية وتحسين جودة الحياة لاسيما إمدادات الكهرباء وإنارة الطرق كمعول رئيسي.

وتتطلع المؤسسة العامة للرعاية السكنية إلى تعزيز التنوع في استخدام الطاقة المتجددة وعلى وجه الخصوص (الطاقة الشمسية) في مشاريعها الحديثة، وفق رؤى تطويرية طموحة تتسق مع رؤية (كويت جديدة 2035) وتوليتها اهتماماً بالغاً نحو تحقيق استدامة الطاقة وترشيد استهلاكها.

وترجمة لدورها الفعّال على أرض الواقع اتخذت (السكنية) من مشروع (ضاحية جنوب عبدالله المبارك النوعي) المعني بتركيب إنارة الطرق في الضاحية السكنية والذي تم الانتهاء من تنفيذه يوليو الماضي بالتعاون مع وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة بوابة لها لإنجاز العديد من المشاريع المماثلة في المستقبل.

وتسعى (السكنية) إلى التقدم بنسق تصاعدي لتحقيق تنوع ملحوظ باستخدام مصادر الطاقة وذلك عبر دمجها في جميع مشاريعها المستقبلية، بدءا من تنفيذ مشروع ضاحية جنوب عبدالله المبارك، وصولا إلى اعتمادها تنفيذ ذات المشروع في كل من مدينتي جنوب سعد العبدالله وجنوب صباح الأحمد.

نسق تصاعدي

وقال نائب المدير العام لشؤون التخطيط والتصميم في «السكنية» المهندس ناصر خريبط إن «المؤسسة تسعى إلى التقدم بنسق تصاعدي لتحقيق تنوع ملحوظ باستخدام مصادر الطاقة عبر دمج الطاقة الصديقة للبيئة بجميع مشاريعها المستقبلية بدءا من تنفيذ مشروع (ضاحية جنوب عبدالله المبارك)، وصولا إلى اعتمادها تنفيذ ذات المشروع في كل من مدينتي (جنوب سعد العبدالله) و(جنوب صباح الأحمد).

وأضاف أن «تنفيذ مشاريع سكنية تضمن دمج الطاقة المتجددة يأتي تأكيداً للدور الريادي الذي تضطلع به المؤسسة في دعم التحوّل الوطني نحو الطاقة الصديقة، وتطوير البنى التحتية في المدن الاسكانية».

رؤية كويت جديدة

وأوضح خريبط أن توجه المؤسسة إلى تعزيز استخدام الطاقة المتجددة في المشاريع المستقبلية يأتي ضمن إطار سياستها المستندة على رؤية (كويت جديدة 2035) التي تضع في مقدمة أولوياتها تحسين جودة الحياة في المدن الجديدة، والحفاظ على البيئة ورفع كفاءة استخدام الموارد الوطنية.

ولفت خريبط إلى ما يسهم به تنفيذ مشروع تركيب إنارة الطرق في (ضاحية جنوب عبد الله المبارك) بتغذية الطاقة المتجددة والمشاريع المماثلة له من دور إيجابي يعكس توجه المؤسسة الفعّال نحو دمج تقنيات الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة بشكل تصاعدي في مشاريعها الإسكانية الحديثة مستقبلاً.

وسرد خريبط معلومات تفصيلية أكثر تتعلق بمشروع (ضاحية جنوب عبدالله المبارك) قائلا إن «أعمال المشروع النوعي الأول لـ(السكنية) بهذا المجال تضمن تركيب 434 عمود إنارة يعمل (بالطاقة الشمسية) بارتفاعات مختلفة تتناسب مع التصميم العمراني للضاحية وبتنفيذ وفق أعلى المواصفات الفنية والهندسية».

وأضاف أن إجمالي عدد الأعمدة في المشروع 3164 بينها 434 عمود إنارة يعمل بالطاقة الشمسية ما يجعل نسبة الأعمدة الشمسية تصل إلى 13.7 في المئة في خطوة تمهيدية لتوسيع النطاق في المشاريع المستقبلية.

مجالات متعددة

من جهتها أكدت المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة المهندسة فاطمة حياة أن «تقنية الطاقة المتجددة تنقسم إلى عدة أنواع رئيسية أبرزها الطاقة الشمسية».

وقالت إن الطاقة الشمسية تستخدم في مجالات متعددة من أهمها إنارة الطرق وفي هذا الإطار يتم تطبيق نوعين رئيسيين من أنظمة أعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية هما النظام الهجين (Hybrid system) والنظام المستقل (standalone system)، ولكل منهما مجالاته الخاصة اذ تعتمد الوزارة مزيجاً متوازناً بين الأنظمة حسب طبيعة كل موقع لضمان الكفاءة والاستدامة.

وذكرت حياة أن دمج الطاقة المتجددة مع الشبكة التقليدية هو خيار الوزارة الأمثل في المرحلة الحالية لتخفيف الضغط وضمان استمرارية الخدمة مشيرة إلى قيامها بعمل دراسة في الوقت الراهن لاعتماد الطاقة المتجددة كمصدر رئيسي في بعض المشاريع الجديدة المصممة سابقا، مع توفير شبكة احتياطية لضمان أعلى مستويات الموثوقية والمرونة التشغيلية.

توفير 104.8 كيلو واط من الأحمال الكهربائية

اعتبر خريبط أن مشروع جنوب عبدالله المبارك يُمثل نقلة نوعية في مجال البنية التحتية الذكية، لاسيما في الوقت الراهن وسط ما ترصده وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة من زيادة في الأحمال الكهربائية مشيرا إلى أن قيمة الوفر الكهربائي من الاعمدة التي تعمل بالطاقة الشمسية قد بلغت اجمالي 104.8 كيلو واط من الأحمال الكهربائية مما يسهم بشكل مباشر في خفض استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية.

دعم الاستدامة بالطاقة المتجددة وتقنيات البناء الأخضر

أكد خريبط أهمية الدور الريادي للمؤسسة في مجال تطوير المدن عبر مشاريع تتضمّن دمج الطاقة المتجددة وتقنيات البناء الأخضر والتخطيط الحضري الذكي وخفض استهلاك الكهرباء وترشيد استهلاكها، لافتا إلى عدم اكتفائها بالتصاميم التقليدية عند تنفيذها للمشاريع إذ إنها تسعى بشكل مستمر لتبني الحلول المبتكرة التي تدعم الاستدامة.

التقليل من تكاليف التشغيل والصيانة

بيّن خريبط أن أعمدة الإنارة ذات التغذية الحديثة التي تعمل بتقنية (الطاقة الشمسية) لا توافر الطاقة فحسب بل تقلل أيضا من التكاليف التشغيلية والصيانة، كما انها تقوم بالتحسين من مرونة النظام الكهربائي في الأحياء السكنية الجديدة لاسيما في حالات الطوارئ أو انقطاع التيار ما يعزّز مناعتها وكفاءتها التشغيلية.

تجربة استثنائية في أول مشروع سكني حكومي

أكدت حياة أن نجاح مشروع جنوب عبدالله المبارك يُعد تجربة استثنائية باعتباره أول مشروع سكني حكومي بهذا الحجم، مؤكدة مواصلة دعم الوزارة لكل المبادرات الرامية إلى تعزيز الاستدامة وكفاءة استهلاك الطاقة في البلاد بما ينسجم مع التوجيهات الإستراتيجية دولة الكويت.

نموذج عملي ناجح

أوضحت حياة أن نجاح المشروع الذي نفّذته المؤسسة العامة للرعاية السكنية بالتعاون مع وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة يمثل نموذجاً عملياً ناجحاً يمكن للاستفادة عند تنفيذ مشاريع مستقبلية أكبر.

تقليل الأحمال

أكدت حياة أن مشروع تركيب إنارة (ضاحية جنوب عبدالله المبارك) النوعي من خلال تشغيل جزء من أعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية مع ضمان الاستمرارية عبر النظام الهجين يُسهم فعلياً في تقليل الأحمال الكهربائية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي