إضفاء الطابع الإنساني على نماذج الذكاء الاصطناعي

هل ستظهر أدمغة رقمية تُفكِّر وتشعر مثل البشر؟

تصغير
تكبير

تناول تحليل صحافي ظاهرة الإفراط في السعي إلى إضفاء الطابع الإنساني (الأنسنة) على نماذج الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال محاولة إكسابها سمات وخصائص تجعلها تبدو وكأن لها «أدمغة رقمية» أو قدرات على «التفكير والشعور» و«الوعي».

ويؤكِّد التحليل أن هذا المسعى يُعتبر استعارة غير دقيقة قد تُشوِّش على الفهم الحقيقي لطبيعة عمل هذه الأنظمة الخوارزمية المعقدة، وهذا ما يدعو إلى قلق كبير بين العلماء وخبراء الإدراك.

وشارك في التحليل عدد من الباحثين في مجالات علم النفس والإدراك واللغويات، حيث حاولوا فهم الدوافع البشرية وراء هذا الميل النفسي إلى أنسنة أنظمة ونماذج الذكاء الاصطناعي، محذرين من أن العامة والإعلاميين يميلون بشكل كبير ومفرط إلى استخدام هذه الاستعارات المجازية، بما يخلق توقعات غير واقعيةً حول حدود قدرات الذكاء الاصطناعي ويؤدي إلى سوء فهم جوهري.

ويتم إضفاء «الطابع الإنساني» المزعوم على الذكاء الاصطناعي من خلال استخدام لغة مُضلِّلةً وتشبيهات عاطفية لتفسير استجابات النماذج اللغوية المعقدة التي تتعلَّم من أنماط اللغة البشرية. وتكمن المشكلة في أن هذا الأسلوب يسهِّل التعامل مع الآلة، لكنه يُخفي طبيعتها الحقيقية القائمة على الاحتمالات والإحصاءات والخوارزميات وليست على الوعي الذاتي، وهو الأمر الذي يتطلب مزيداً من الدقة والحياد العلمي.

ودعا التحليل إلى التخلِّي عن مثل هذه الاستعارات وتطوير لغة أكثر دقةً وشفافية لوصف الذكاء الاصطناعي بطريقة علمية، خصوصاً أن هذه الظاهرة تنتشر بشكل كبير في وسائل الإعلام الغربية ومنصات التواصل منذ الانتشار الواسع لتطبيقات نماذج الذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي يفرض ضرورة تبنِّي مقاربة أكثر نضجاً ومسؤوليةً للتعامل مع هذا المفهوم العملاق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي