التحدُّث بلغة أجنبية... يعزِّز آلية أحكامك الأخلاقية

تصغير
تكبير

أظهرت نتائج سلسلة من الدراسات والتجارب النفسية المتطورة أن تحدثك وتفكيرك بلغة أخرى غير لغتك الأم (أي بلغة أجنبية) من شأنه أن يخلق لديك ما يُعرف بـ«التلطيف الوجداني» و«الترشيد المنطقي»، وهو الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تعزيز وتوازن ملحوظ في آلية عملية الحكم على الأمور واتخاذ القرارات الأخلاقية ابتداء من المنظور العاطفي الغريزي ووصولاً إلى المنظور العقلاني المحسوب بالمنطق.

وأجريت تلك الدراسات التجارب في «جامعة شيكاغو» على مجموعات متنوعة من ثنائيي اللغة.

وفي إحدى التجارب الأساسية، تم تعريض المشاركين لاختبار «معضلة السيارة»، وهي معضلة أخلاقية تتطلب من الشخص أن يختار ماذا ينبغي أن يفعل إذا كان منطلقاً بسيارته بسرعة عالية ثم فقد السيطرة على السيارة فجأة وأصبح في موقف يتعين عليه فيه أن يختار بين أن يدهس طفلاً واحداً يسير على جانب الطريق الأيمن أو أن يدهس خمسة أطفال آخرين يسيرون على الجانب الآخر.

وعندما طُبقت تلك المعضلة الأخلاقية باللغة الإنكليزية كلغة ثانية (مقارنة باللغة الأصلية لجميع المشاركين)، ارتفعت نسبة الموافقة على التضحية بالشخص الواحد بنسبة 35 في المئة، حيث أصبح القرار يعتمد أكثر على حساب «أكبر قدر من المنفعة لأكبر عدد من الناس».

ويفسر الباحثون هذه الظاهرة بأن اللغة الأم تحمل معها عبئاً من الارتباطات العاطفية والثقافية والذكريات الشخصية العميقة، بينما توافر اللغة الثانية مساحة من «الحياد النفسي» تسمح للعقل التحليلي بالهيمنة وإصدار الأحكام الأخلاقية المنطقية.

ومن هنا، يؤكد العلماء أن للتحدث بلغة أو لغات أخرى غير اللغة الأصلية آثاراً إيجابية بالغة الأهمية على أمور حيوية كثيرة، بما في ذلك على عمليات التفاوض الدولية، وعلى إجراءات التقاضي متعدد الثقافات، وحتى على فهم كيفية تشكل الهوية الفردية في عصر العولمة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي