في أول خطاب يلقيه رئيس سوري أمام الجمعية العامة منذ عقود
الشرع: سوريا أصبحت بلداً يمثل فرصة للسلام والازدهار.. وما تقوم به إسرائيل يُهدّد بأزمات جديدة
- شكر السعودية وقطر على دعمهما.. وتعهّد محاسبة «المسؤولين عن سفك الدماء»
نبه الرئيس السوري أحمد الشرع، من على منبر الأمم المتحدة، الى أن هجمات إسرائيل على سوريا تهدد باندلاع أزمات جديدة، داعياً إلى دعم سوريا لمواجهة المخاطر ومنع التقسيم، ومطالباً برفع العقوبات.
وقال الشرع، مساء اليوم الأربعاء في أول خطاب يلقيه رئيس سوري أمام الجمعية العامة منذ عقود، إن «السياسات الإسرائيلية تعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا ولشعبها في محاولة لاستغلال المرحلة الانتقالية، ما يعرض المنطقة للدخول في دوامة صراعات جديدة لا يعلم أحد أين تنتهي».
وأضاف أن «سوريا تستخدم الحوار والدبلوماسية وتتعهد بالالتزام بمعاهدة فض الاشتباك» مع إسرائيل.
كما تعهد الشرع، محاسبة جميع «المسؤولين عن سفك الدماء»، مؤكداً أن سوريا «وقعت منذ 60 عاماً تحت نظام غاشم يجهل قيمة الأرض التي حكمها»، وموجهاً الشكر لقطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة، على دعمها للسوريين.
وقال الشرع إن «الدولة السورية عملت على تشكيل لجان لتقصي الحقائق، ومنحت الأمم المتحدة الإذن بالتقصي كذلك، وخلصت إلى نتائج متماثلة في شفافية غير معهودة في سوريا، وإنني أتعهد بتقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة».
وتابع أن «الحكاية السورية عبرة من عبر التاريخ في معركة الحق والباطل... لقد جئتكم من دمشق عاصمة التاريخ ومهد الحضارات، تلك البلاد الجميلة التي علّمت الدنيا معنى الحضارة وقيمة الإنسان والتعايش السلمي، لتصبح منارة يقتدي بها العالم، غير أن سوريا منذ 60 عاماً وقعت تحت وطأة نظام ظالم غاشم يجهل قيمة الأرض التي حكمها ويقهر الشعب الودود المسالم».
وأضاف «لقد صبر شعبنا لسنين طويلة على الظلم والقهر والحرمان ثم ثار منادياً بحريته وكرامته، فقوبل بالقتل والتنكيل والحرق والاغتصاب والتهجير».
وتابع «لقد استخدم النظام السابق في حربه على شعبنا أبشع أدوات التعذيب والقتل والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والتعذيب في السجون والتهجير القسري وأثار الفتن الطائفية والعرقية واستخدم المخدرات سلاحاً ضد الشعب والعالم».
ولفت إلى أن «النظام السابق مزق بلادنا طولاً وعرضاً وهدّم أهم حواضر التاريخ فيها، واستقدم قوات أجنبية وعصابات وميليشيات من أصقاع الأرض، وارتهن بلادنا الجميلة، وقتل نحو مليون إنسان وعذب مئات الآلاف وهجّر نحو 14 مليون إنسان وهدّم ما يقرب من مليوني منزل فوق رؤوس ساكنيها».
كما «استُهدف الشعب الضعيف بالأسلحة الكيماوية بأكثر من 200 هجوم موثق...».
وأكد الشرع «انتصرنا لأمهات الشهداء والمفقودين ومهدنا الطريق لعودة اللاجئين».
وأعلن أن «سوريا أصبحت بلداً يمثل فرصة للسلام والازدهار في المنطقة، والإنجاز الفريد دفع بأطراف لمحاولة إثارة النعرات الطائفية سعياً لتقسيم البلاد».
وشدد على «اننا ماضون في انتخابات مجلس الشعب وأعدنا هيكلة المؤسسات المدنية والأمنية ونعمل لحصر السلاح».
كما أكد الرئيس السوري «دعم أهل غزة وأطفالها» وطالب بوقف الحرب «فوراً».