ساعة الحساب

تصغير
تكبير

ما بعد العدوان الصهيوني الأرعن، على الشقيقة قطر، تمتمَ حلفاؤنا الغربيون، بحزنهم، مع محاولة التملص مما حدث.

لقد تمرد العدو وطغى، وداس على كل القوانين والأعراف، منتهكاً سيادة دولنا، بحجة قتل قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

فاليوم يستهدف الوسطاء في قطر، وسفن دعم المجوُعين، وغداً قد تضرب الدول المتبرعة، والمقاطعة، والتي تشجب وتستنكر، وكل من يستقبل ويتعامل مع مفاوضي «حماس»، التي أصبحت «شماعة الاحتلال»!

هذا الكيان الذي يسرح ويمرح، مهدراً دم العرب والمسلمين، من أطفال وشيوخ وشباب، ومهدداً كل من في الشرق الأوسط، راغباً في تقسيم سوريا إلى دويلات، طامحاً بافتعال حربٍ أهلية في لبنان، والتوسع قدر المستطاع لاحتلال ما يمكن احتلاله، لا بد له من رادع.

والرادع لهذا الكيان اللقيط، ليس بالتنديد والاستنكار، وإنما بالعمل والاجتهاد... فالرادع الحقيقي ليس عند الحكومات فقط، بل إن الشعوب هي أساس الردع، ولا رادع له إلا بالتسلّح...

أسلحتنا الخمسة:

1 - أن نلتف كشعوب حول قياداتنا السياسية، فإن اتحد الشعب مع الحكام، كانوا سوراً من حديد يصعب اختراقه.

2 - أن نبدأ بالعملِ والاجتهاد.. بتطوير تعليمنا. فالحكومات توفر الأسس، من المعلمين أولاً ثم المباني والمنهاج، وتقديم الدورات لتطوير المعلمين وغيرها من الأمور. والمعلم -وهو من الشعب- إذا ألقى دروسه بصدق و إخلاص، واحتضن طلابه، أحبوه وأصغوا إليه.

3 - أن تدعم الحكومات العقول المبدعة من علماء ومخترعين. باحتضانهم، عبر إنشاء المراكز، وتوفير المسابقات العلمية، بجوائز محفِّزة، من غير احتكار على الجنسية أو اللغة، ثم بتبني مشاريعهم على أرض الواقع، ومنحهم رواتب مجزية، تؤدي الحكومات دورها الأساسي، من دون أن تهمل العلوم الإنسانية بالطبع.

فهذه المسابقات تحفز الابتكار، وتوجد لنا الحلول السريعة لمشاكلنا، وتجذب العقول الموهوبة، وتعزز الاقتصاد المبني على المعرفة، وتبني الولاء والانتماء الوطني، وهو الأهم، فهنا ينتقل العبء إلى الشعوب.

فعالمنا العربي والإسلامي لديه العقول القادرة على صناعة النهضة، فما عليها إلا الاجتهاد وتقديم المشاريع والمبادرات. حتى لو فشل، فقد خاض شرف التجربة. وبهذا نحتويهم، بدلاً من أن يهاجروا شرقاً أو غرباً.

4 - بتطوير زراعتنا، وتحويلها إلى وظيفة، نحقق اكتفاءً غذائياً جزئياً على الأقل، ولو استغرق الأمر سنوات طويلة، وجهود كبيرة، فالمهم أن نواصل تطورنا دوماً من دون انقطاع.

5 - بتطوير صناعتنا الطبية والدفاعية والغذائية، فلا صناعة بلا زراعة وتعليم، ودعم الشباب في مشاريعهم، بتحرير الأراضي الصناعية والزراعية، بكل وضوح وشفافية، وتسخير كل الخدمات من بنى تحتية وتمويل وحرية تصنيع لهم، هنا يبقى على الشباب العمل والاجتهاد.

ويبقى على الحكومات أن تراقب وتوجه، وأن تنسق في ما بينها، لبناء اقتصاد مشترك، وتسهيل عملية التبادل التجاري، وصولاً إلى التكامل والتعاون.

العلماءُ والشبابُ شعلةُ الأُمّة، إن احتويناها سمت بنا، وإن أهملناها أضرمت فينا النار.

الغرب والشرق لن يساعدانا على دحر الكيان الصهيوني، بل سوف يستثمران في نزاعاتنا معهما.

وكما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو «إن الخلاف القائم بشأن الهجوم على قطر لن يؤثر في التزام واشنطن بدعم إسرائيل».

ختاماً

التفافنا حول حكامنا، وتعاضدنا مع إخواننا، ونبذنا للخلافات، وتقبّلنا للاختلاف، وضمان حرية التعبير، التي تُصلح ولا تُضلّل، هو الحجر الأساس في نهضة الوعي. ومن الوعي، يبدأ ردع هذا الاحتلال الخبيث. وبعملنا واجتهادنا المبني على البيانات والدليل، ومع التخطيط المنهجي السليم، والفعل الجريء، نغيّر الطريق.

والطريق طويل. وكما سمّى الصهاينة عمليتهم بـ«يوم الحساب»، فساعة الحساب قادمة بإذن الله.

حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية من كل مكروه، وأرشدها إلى طريق الحق والصواب

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي