وصلت أعلى مستوياتها منذ سنوات
صناديق التحوّط العالمية تزيد استثماراتها في الأسهم الصينية
- الذكاء الاصطناعي وهدوء التوترات جذبا 3 تريليونات دولار للأسهم الصينية
- الأفراد المحليّون ومؤسسات أجنبية كبرى من المساهمين الرئيسيين في الزيادة
يشهد الاهتمام الأجنبي بالأسهم الصينية ارتفاعاً كبيراً هذا العام، ما أدى إلى زيادة قيمتها السوقية بنحو 3 تريليونات دولار.
ويعود هذا الارتفاع، حسب تقرير لـ«غولدمان ساكس»، إلى عاملين رئيسيين هما: التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي التي عزّزت قطاع التكنولوجيا الصيني، وتراجع التوترات بين الصين والولايات المتحدة.
وأشار التقرير الذي اقتبس منه موقع «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» إلى أن صناديق التحوط العالمية زادت استثماراتها في الأسهم الصينية بشكل ملحوظ، لتصل أعلى مستوياتها منذ سنوات عدة.
وفي سياق متصل، وصلت الملكية الأجنبية للأسهم الصينية، من خلال برنامج «المستثمر المؤسسي الأجنبي المؤهل» (QFII)، إلى أعلى مستوى لها منذ عامين.
وحسب «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»، ازداد نشاط المستثمرين الأجانب في سوق الأسهم الصينية بشكل كبير، فقد ارتفع التداول الأجنبي الذي يتم عبر برنامج ربط البورصة، والذي يُعد وسيلة شائعة للوصول إلى أسهم البر الرئيسي الصيني، إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
كما شهد سوق الاكتتابات العامة الأولية في هونغ كونغ ازدهاراً ملحوظاً، وتجاوزت استثمارات كبار المستثمرين الأجانب المستويات القياسية التي سُجلت في 2021.
وذكر «غولدمان ساكس» أن هناك مؤشرات واضحة على أن المستثمرين الأجانب، وخصوصاً الذين يستثمرون في أسهم الفئة «أ» الصينية، زادوا مشاركتهم في السوق بشكل كبير، ووصلت مشاركتهم أعلى مستوى لها، فيما لاحظ أيضاً أن هناك اعتقاداً سائداً بين مستثمرين عدة بأن هذه الزيادة في الاستثمار تعود بشكل أساسي إلى المستثمرين الأفراد المحليين.
لكن تشير بيانات تدفقات الأموال إلى أن المستثمرين الأجانب من المؤسسات الكبرى أيضاً من المساهمين الرئيسيين في هذه الزيادة.
ويرى المحللون أن ارتفاع السوق الصينية، بدعم من المستثمرين الكبار وخصوصاً صناديق الاستثمار العالمية، ارتفاع حقيقي ومستمر. وقد وصل مؤشر شنغهاي المركب إلى أعلى مستوى له منذ 10 سنوات.
ورغم الارتفاع، لاتزال استثمارات الأجانب في الأسهم الصينية قليلة جداً، حيث لا تتجاوز 3 % من إجمالي القيمة السوقية. هذه النسبة الأدنى مقارنة بجميع الأسواق العالمية الكبرى، ما يمنحها فرصة كبيرة للنمو. إذا زادت إلى 5 % فقط، يمكن أن تجذب استثمارات إضافية بـ200 مليار دولار.
ووفقاً لـ«غولدمان ساكس»، فإن المخاوف من أن تتدخل الحكومة الصينية لكبح جماح هذا الارتفاع السريع ليست في محلها، حيث يشير تحليل جديد إلى أن احتمال فرض قيود على السوق منخفض في الوقت الحالي. ويعتقد المحللون أن الحكومة تُقدّر أهمية سوق الأسهم في دعم الاقتصاد وتمويل التكنولوجيا، ولذلك فمن غير المرجح أن تتدخل إلا إذا ظهرت مؤشرات واضحة على وجود فقاعة أو مضاربات كبيرة.