وفقاً لنتائج دراسة بحثية دولية قادها طبيب كويتي
توقيت وجبة الإفطار... مفتاح لإطالة عُمرك
- حسن دشتي: نتائج الدراسة تؤكد أن الإفطار أهم وجبة في اليوم
- لشيخوخة صحية وعمر أطول... يجب اتباع جدول وجبات منتظم
أظهرت نتائج دراسة بحثية دولية، أجراها فريق متعدد الجنسيات تحت قيادة دكتور الأبحاث الكويتي حسن دشتي، من مستشفى «ماساتشوستس» العام وكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية، أن تناول وجبة الإفطار تحديداً في وقت مبكر من النهار يمكن أن يساعد المرء على إطالة عمره والتمتع بصحة جيدة.
الدراسة البحثية الممتدة أجراها باحثون متعددو الجنسيات تحت قيادة دشتي، وتابعت أنماط وتوقيتات وجبات ما يقارب 3 آلاف شخص بالغ على مدار نحو 30 عاماً.
وكشفت نتائج الدراسة عن ارتفاع معدلات البقاء على قيد الحياة لدى الأشخاص الذين يواظبون على تناول وجبة الإفطار في وقت مبكر من النهار.
وبهذا أثبتت تلك النتائج عن أن توقيت الوجبة - خصوصاً وجبة الإفطار - لا يقل أهمية عما تحتويه من عناصر غذائية، بل أن سوء اختيار تلك التوقيتات يمكن أن يثير مشكلات صحية كامنة.
وعلى مدار سنوات الدراسة، قام الفريق الدولي بتحليل توقيتات الوجبات، والحالات الصحية، والخصائص الجينية، ومعدلات الوفيات لدى المشاركين الذين تراوحت أعمارهم بين 42 و94 عاماً، وذلك باستخدام بيانات من جامعة «مانشستر».
وأظهرت النتائج - التي نُشِرَت هذا الشهر في مجلة «كوميونيكيشنز ميديسين» - أنه مع التقدم في السن، يميل الناس إلى تناول وجبتي الإفطار والعشاء في وقت متأخر، ما يؤدي إلى تأخير النقطة الزمنية المتوسطة لتناول الطعام، وهي النقطة الزمنية التي تقع في منتصف المسافة بين أول وآخر وجبة في اليوم.
ولاحظ الباحثون أن الشائع هو أن موعد وجبتي الإفطار والعشاء يتأخر بسبب عوامل مثل سوء النوم، والاكتئاب، ومشكلات الأسنان، وصعوبة تحضير الوجبات، إلى جانب التغيرات في نمط الحياة مثل التقاعد، أو العيش وحيداً، أو الانتقال إلى مرافق الرعاية المُساعِدة.
وأوضح الدكتور دشتي لموقع (Everyday Health) قائلاً: «على سبيل المثال، قد يُقلِّل الاكتئاب والإرهاق من الشهية أو يُبطِئ من روتين الصباح، في حين أن مشكلات الأسنان أو المضغ قد تجعل تناول الطعام غير مريح، ما يدفع الناس إلى تأجيل توقيت وجبة الإفطار»، مضيفاً أن الدراسة البحثية كانت قائمة على الملاحظة، ولهذا لا يمكن للباحثين أن يؤكدوا بشكل قاطع أن هذه المشكلات الصحية هي سبب تأجيل وجبة الإفطار، بل يمكنهم فقط قول إنها غالباً ما تحدث معاً.
كما لاحظ الباحثون أن كل 10 سنوات من التقدم في العمر ارتبطت في المتوسط بتأخير لمدة ثماني دقائق في موعد وجبة الإفطار وتأخير لمدة أربع دقائق في موعد وجبة العشاء. وخلال 22 عاماً من المتابعة، سجل الباحثون 2361 حالة وفاة بين المشاركين. وقد ارتبطت كل ساعة تأخير إضافية في موعد الإفطار بزيادة في خطر الوفاة.
ووفقاً لبيانات الدراسة، كان كبار السن الذين التزموا بتناول وجبات إفطارهم في وقت مبكر من النهار أكثر عرضةً للبقاء على قيد الحياة لفترة أطول، حيث بلغت معدلات بقائهم على قيد الحياة لمدة 10 سنوات 89.5 في المئة، مقارنةً بـ86.7 في المئة بين من يتناولون طعامهم في أوقات متأخرة.
وتعليقاً على ذلك، أشار دشتي إلى أن «الفرق كان ذا دلالة إحصائية، ولكنه كان متواضعاً».
وتابع «قبل ظهور نتائج دراستنا هذه، كان لدينا فهم محدود حول كيفية تطور توقيتات الوجبات في مراحل متأخرة من الحياة وكيفية ارتباط هذا التحول بالصحة العامة وطول العمر. هذه النتائج تُضيف معنى جديداً لمقولة إن الإفطار هو أهم وجبة في اليوم، خصوصاً بالنسبة للأفراد الأكبر سناً»، مشيراً إلى أن هذه النتائج ذات أهمية خاصة في ظل تزايد شعبية اتجاهات الصيام المتقطع وتناول الطعام في فترات زمنية محددة، والتي قد تؤثر على كبار السن بشكل مختلف عن الشباب.
ونصح كبار السن تحديداً باتباع جدول وجبات منتظم كجزء من استراتيجيات أوسع لتعزيز شيخوخة صحية وعمر أطول.