يكمن في جينوم الأخطبوط البحري الأحمر
اكتشاف سرّ «ينبوع الشباب الدائم»!
اكتشف علماء للمرة الأولى خلايا جذعية متعددة القدرات في الأخطبوط البحري الأحمر (نيماتوستيلا فكتينسيس)، ما يدل على نجاح هذه الكائنات البحرية في مواجهة ومقاومة الشيخوخة بفعالية.
ومن خلال دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة فيينا النمسوية، تمت دراسة جينوم الأخطبوط البحري الأحمر (نيماتوستيلا فكتينسيس) بهدف كشف أسرار عمره الطويل جداً وشبابه الدائم.
وعلى الرغم من أن الإنسان يتمتع بقدرات تجديدية رائعة – إذ تندمل جروحه وتلتئم الكسور العظمية وحتى بعض الأعضاء يمكن أن يعاود النمو بعد إصابات وخيمة – لكن لا شيء من هذه الإنجازات البيولوجية يقارن بقوة ينبوع التعافي والشفاء والشباب المتجدد والدائم لدى الأخطبوط البحري النجمي الأحمر (نيماتوستيلا فكتينسيس).
واستناداً إلى الدراسة التي نُشرت في مجلة «ساينس أدفانسز»، رصد الباحثون خلايا جذعية متعددة القدرات صغيرة في الأخطبوط البحري الأحمر، وهي الخلايا التي تسمح له بأن يستمر في الشرب من نافورة الشباب الدائم.
وبينما كان العلماء يعلمون في السابق أن الأخطبوط البحري الأحمر يظهر علامات شيخوخة قليلة أو معدومة، إلا أنهم لم يتمكنوا من تحديد الخلايا الجذعية التي تدفع هذه الشباب الدائم بشكل أساسي بسبب حجمها الصغير جداً.
واستخدم الدكتور أولريش تيشناو من جامعة فيينا – وهو المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة – وأعضاء فريقه طريقة جديدة تُدعى «علم الجينوميكس للخلية الواحدة» في البحث عن هذه الخلايا الجذعية المفقودة. وتمكن العلماء من تمييز سلالة الخلية الجذعية لخلايا معينة بناءً على ملامح الترانسكريبتوم، وهي مجموعة من نصوص الـ mRNA.
وهكذا - وبفضل اكتشاف مرشحات مثيرة للخلايا الجذعية - ستغوص الدراسات المستقبلية أعمق في الآليات التي تجعل الشوكيات – مثل الأخطبوط البحري الأحمر – مقاومة عتيدة ضد غزوات الشيخوخة التي تصيب كل الأنواع الأخرى على الكوكب.
ويعيش هذا الأخطبوط على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة وسواحل أخرى في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وهو عضو في شعبة الشوكيات البحرية التي تشتهر بقدراتها على إعادة التجديد للجسم بأكمله، إلى درجة أن بعض الحيوانات في هذه الشعبة - مثل قنديل البحر توريتوبسيس دورنيي - تُعتبر دائمة الشباب وخالدة عملياً.
