اجتماع عسكري عاجل لتقييم الوضع الدفاعي ومصادر التهديد
قمة خليجية استثنائية: توجيه القيادة الموحّدة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع
- السياسات العدوانية تقوّض جهود تحقيق السلام ومستقبل التفاهمات والاتفاقات القائمة مع إسرائيل
- الانتهاكات أتت على هيبة القانون الدولي وتمثل سابقة خطيرة لا ينبغي أن تمر دون فرض عقوبات دولية رادعة
- الاعتداء الغاشم على قطر تهديد مباشر للأمن الخليجي المشترك وللسلم والاستقرار الإقليمي
- العمل العدواني تصعيد خطير ومرفوض ومخالفة جسيمة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة
- أمن دول المجلس كل لا يتجزأ وأي اعتداء على أيٍ منها هو اعتداء عليها جميعاً
- استعداد لتسخير كافة الإمكانات لدعم قطر وحماية أمنها واستقرارها وسيادتها ضد أي تهديدات
- تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي بسبب إمعان إسرائيل في ممارساتها الإجرامية وتجاوزها السافر
- على مجلس الأمن والدول الفاعلة اتخاذ إجراءات حازمة والتحرّك العاجل لردع إسرائيل
- تضافر جميع الجهود الدولية لردع جرائم الإبادة الجماعية والتهجير والتجويع في قطاع غزة
أكدت دول مجلس التعاون الخليجي أن الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على قطر يشكّل تهديداً مباشراً للأمن الخليجي المشترك وللسلم والاستقرار الإقليمي، محذّرة من أن استمرار هذه السياسات العدوانية يقوّض جهود تحقيق السلام ومستقبل التفاهمات والاتفاقات القائمة مع إسرائيل، لما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة بأسرها.
جاء ذلك في الدورة الاستثنائية التي عقدها المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في الدوحة أمس، على هامش القمة العربية - الإسلامية.
وبحث المجلس الأعلى تداعيات العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة، والانتهاك السافر لسيادتها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، باستهدافها منشآت سكنية يقيم فيها أعضاء من الوفد المفاوض من المكتب السياسي لحركة «حماس»، خلال جولة المفاوضات الجارية والوساطة التي تقوم بها دولة قطر للتوصل إلى اتفاق في شأن غزة، وأسفر هذا الهجوم عن استشهاد بدر سعد محمد الحميدي الدوسري، أحد عناصر أجهزة الأمن وسقوط ضحايا مدنيين، كما عرض الهجوم حياة المدنيين للخطر في منطقة سكنية تكتظ بالمدارس والبعثات الدبلوماسية ورياض الأطفال، في اعتداء سافر على جهود المجتمع الدولي ومنظماته الدولية، الهادفة لوصول الى وقفٍ لإطلاق النار، في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي.
إدانة وتضامن
ودان المجلس الأعلى، في البيان الختامي، بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي والانتهاك الصارخ لسيادة دولة قطر، مؤكّداً أن هذا العمل العدواني يمثل تصعيداً خطيراً ومرفوضاً، ومخالفةً جسيمة لمبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة.
كما أكد تضامن دول المجلس الكامل مع دولة قطر في جميع الإجراءات التي تتخذها لمواجهة هذا الاعتداء، مشدداً على أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ، وأن أي اعتداء على أيٍ منها هو اعتداء عليها جميعاً، وفقاً للنظام الأساسي لمجلس التعاون واتفاقية الدفاع المشترك، واستعداد دول المجلس لتسخير كافة الإمكانات لدعم دولة قطر الشقيقة وحماية أمنها واستقرارها وسيادتها ضد أي تهديدات.
مجلس الدفاع
ومن منطلق ما يؤكد عليه النظام الأساسي لمجلس التعاون على أن أمن مجلس التعاون كل لا يتجزأ، فقد وجه القادة مجلس الدفاع المشترك في مجلس التعاون بعقد اجتماع عاجل في الدوحة، يسبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا، لتقييم الوضع الدفاعي لدول المجلس ومصادر التهديد في ضوء العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة، وتوجيه القيادة العسكرية الموحدة لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية.
عقوبات رادعة
وأكد المجلس الأعلى أن الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر الشقيقة، يشكل تهديداً مباشراً للأمن الخليجي المشترك وللسلم والاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن استمرار هذه السياسات العدوانية يقوّض جهود تحقيق السلام ومستقبل التفاهمات والاتفاقات القائمة مع إسرائيل، لما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة بأسرها.
وحذر من أن إمعان إسرائيل في ممارساتها الإجرامية وتجاوزها السافر، لكافة الأعراف والقوانين الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، من شأنه أن يقود إلى تداعيات خطيرة، تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، داعياً مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول الفاعلة، لتحمل مسؤولياتهم الكاملة، واتخاذ إجراءات حازمة ورادعة لوقف هذه الانتهاكات، التي أتت على هيبة القانون الدولي، وسلطة مؤسساته الدولية، وهي تمثل سابقة خطيرة لا ينبغي تجاوزها أو أن تمر دون فرض عقوبات دولية رادعة.
وشدّد المجلس الأعلى على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والتحرك العاجل لردع إسرائيل، ووضع حد لانتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، التي تشكّل تهديداً مباشراً لأمن المنطقة والسلم والاستقرار الدوليين.
ودعا جميع الدول والمنظمات الدولية إلى إدانة هذا الاعتداء الآثم واتخاذ إجراءات رادعة، تكفل احترام سيادة دولة قطر وحماية المدنيين مواطنين ومقيمين.
إشادة
وأشاد المجلس الأعلى بالجهود التي بذلتها الجهات الأمنية، والدفاع المدني والجهات المختصة في دولة قطر في التعامل الفوري مع الحادث واحتواء تداعياته، وصون سلامة المواطنين والمقيمين.
وأكد أن هذا الاعتداء يعرقل الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة قطر، ودورها في الوساطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، مشدداً على أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على العديد من الدول في المنطقة، تشكل عقبة خطيرة أمام الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إحلال الأمن والسلم والاستقرار.
كما شدد على ضرورة الالتزام بالأسس والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، ومبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة والتهديد بها.
شكر
وأعرب القادة عن شكرهم وتقديرهم للدول العربية والإسلامية الشقيقة، والدول الصديقة في المجتمع الدولي، التي سارعت إلى إدانة العدوان الإسرائيلي الغاشم وإعلان تضامنها مع دولة قطر، مؤكدين أن هذه المواقف تعكس التزاماً جماعياً برفض انتهاك سيادة الدول، ودعم الجهود الرامية إلى حماية الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
ودعا المجلس الأعلى دول العالم المحبة للسلام، إلى إدانة العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، ومحاولاتها الرامية الى تعطيل الجهود الدولية والحلول الدبلوماسية الرامية إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وجرائم الإبادة الجماعية، التي تمارسها في قطاع غزة، من سياسات ممنهجة لتهجير السكان، وتجويع السكان، وتعطيل أعمال المنظمات الاغاثية والإنسانية الدولية، العاملة في قطاع غزة، وقتل الصحفيين، والطواقم الطبية والاسعاف، وفرق الإنقاذ، والعاملين في المنظمات الإنسانية، وهو ما يتطلب تضافر جميع الجهود الدولية لردع هذه الأعمال الإجرامية.