القاهرة تؤكد «الأهمية البالغة» لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية
عبدالعاطي: مصر دولة قوية لا يمكن أن تسمح بأن تمس مصالحها أو حدودها أو مياهها
قال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، إن هناك تحديات تتعلق بترسيم الحدود البحرية، خصوصاً في وجود المخزونات الهائلة الهيدروكربونية، سواء من الغاز الطبيعي أو خلافه.
وأضاف في تصريحات متلفزة، مساء الجمعة، «كل هذه التحديات للأسف الشديد تنفجر في وقت واحد، وكما ذكر الرئيس (عبدالفتاح) السيسي، هناك مؤامرات تحاك، وهذه التحديات تواجه أمن مصر والمنطقة العربية، وهي تحديات وجودية شديدة الخطورة».
وأكد أن مصر«دولة قوية بمؤسساتها الوطنية ولا يمكن لهذه الدولة بمؤسساتها أن تسمح على الإطلاق لأي من يكون أن يمس مصالحها أو يمس حدودها أو يمس أمنها القومي أو مصالحها الإستراتيجية وعلى رأسها مصالحها المائية أو حدودها بطبيعة الحال».
وأضاف، عبر صالون ماسبيرو الثقافي: «هناك تحديات خطيرة تحاك بيننا، وهذه التحديات تواجه مصر والمنطقة العربية، وهي تحديات شديدة الخطورة، تحديات وجودية وتحديات تتعلق وتمس في الصميم بالأمن القومي المصري والعربي، والدولة المصرية لم تشهد تحديات من كل الاتجاهات الإستراتيجية والجغرافية مثلما نشهده الآن، ولم يحدث في تاريخ مصر على الإطلاق أن اندلعت المشكلات والأزمات وجاءت هذه التحديات من كل اتجاه جغرافي».
وتابع «ونشهد بطبيعة الحال في منطقة المشرق العربي، الأزمة السورية التي تهدد الدولة السورية نفسها وتهدد استقرارها واستمراريتها... والدولة اللبنانية التي تواجه تحديات خطيرة من الداخل، ونأمل دائماً، وهو ما تعمل عليه مصر بطبيعة الحال، أن تساهم في الحفاظ على الدولة الوطنية والدولة اللبنانية».
ورفض عبدالعاطي، «الادعاءات الظالمة والكاذبة، التي تحاول تحميل مصر مسؤولية إغلاق المعابر في غزة، لتشتيت الانتباه عن المسؤول الحقيقي عن الأزمة الإنسانية في القطاع وهو الطرف الإسرائيلي».
وتابع «هناك تهديدات تواجهنا من الغرب، وكما تعلمون الأزمة الليبية بكل تعقيداتها وكل تشابكها، ولدينا 1200 كيلومتر مربع إجمالي الحدود مع ليبيا الشقيقة، والانقسام قائم كما تعلمون، وأيضاً الوجود الأجنبي، وهو العنصر الأساسي لعدم الاستقرار، وأيضاً وجود الميليشيات المسلحة، والوضع الخطير في منطقة الساحل الأفريقي وما تموج به من اضطرابات».
وأعلن أنه "في الاتجاه الجنوبي، تدمى قلوبنا مما يحدث في السودان من قتل وترويع وتجويع، ومصير الدولة على المحك، نتيجة للتدخلات ووجود الميليشيات المسلحة، ولدينا بطبيعة الحال القضية الوجودية الأولى لمصر وهي قضية المياه، والتي لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف التهاون في شأنها، وحتى ولو بقطرة ماء».
الأسلحة النووية
في سياق ثانٍ، أكدت مصر «الأهمية البالغة» لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ومواصلة جهودها نحو تحقيق هذا الهدف الذي يمثل «خطوة جوهرية» لضمان الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي ويسهم في إيقاف سباق تسلح «يهدد السلم والأمن الدوليين».
وجددت القاهرة في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، دعوتها «الهادفة إلى تحقيق عالمية معاهدة منع الانتشار النووي خصوصاً في الشرق الأوسط، وصولاً إلى انضمام دول المنطقة كافة من دون استثناء إلى المعاهدة وإخضاع جميع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وأوضح البيان أن ذلك يأتي من خلال اتفاقات الضمانات الشاملة «بما يضمن الشفافية وعدم تبني معايير مزدوجة» في التعامل مع البرامج النووية في منطقة الشرق الأوسط ويحول من دون تزايد التوتر الإقليمي.
وأشار البيان إلى أن تلك الدعوة تأتي في إطار التحضيرات لعقد المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا بين 15 و19 سبتمبر الجاري، وفي سياق الاهتمام الدولي بمتابعة البرامج النووية في منطقة الشرق الأوسط للتأكد من سلميتها وامتثال الدول لتعهداتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي.
وشدد على أن «مصر كانت دائماً في طليعة الدول الداعمة لهذه الجهود» منذ إطلاق مبادرة إقامة المنطقة الخالية من السلاح النووي عام 1974 في إطار الأمم المتحدة.
وأعربت القاهرة عن قلقها إزاء التهديد الخطر الذي تواجهه البشرية جراء استمرار وجود الأسلحة النووية، داعية المجتمع الدولي إلى التعامل مع هذا الخطر «بكل جدية» والوفاء بمسؤولياته في ضمان «التنفيذ الكامل» لالتزامات معاهدة عدم الانتشار النووي في شأن نزع السلاح النووي باعتباره أحد أركانها الأساسية.
وأكدت أن القرار الصادر عن مؤتمر مراجعة وتمديد معاهدة منع الانتشار النووي عام 1995 في شأن إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط يمثل «التزاماً دولياً واضحاً» وأن تنفيذه يشكل «جزءاً لا يتجزأ» من صفقة المد اللانهائي للمعاهدة والحفاظ على مصداقية نظام منع الانتشار النووي برمته.
نفي أمني
في سياق منفصل، نفى مصدر أمني، ما جاء في منشور تم تداوله على إحدى الصفحات التابعة لجماعة «الإخوان» الإرهابية في الخارج على مواقع التواصل، في شأن مقتل أحد القيادات الأمنية داخل مسكنه.
وقال إن المنشور «يأتي في إطار المحاولات اليائسة لجماعة الإخوان الإرهابية وعناصرها بالخارج، لإثارة البلبلة من خلال نشر الأكاذيب وترويج الإشاعات، وهو ما يؤكد حالة الإفلاس التي تمر بها الجماعة».