فرصة لفهم مراحل ولادة المحيطات
رصد نبضات جيولوجية غامضة صادرة عن قلب الكرة الأرضية!
كشف علماء جيولوجيا عن اكتشاف ينذر بتحولات كبرى في قارة أفريقيا، حيث رصدوا أخيراً ظاهرة غريبة أشبه بـ«نبضات» متكررة تنبع من أعماق الكرة الأرضية، وتحديداً من تحت منخفض «داناكيل» (أو عفار) الواقع بين إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي.
ووصف الباحثون هذه النبضات الغامضة بأنها عبارة عن موجات طاقة تتصاعد من الوشاح العميق للأرض إلى القشرة الأرضية، وتتكرر وفق إيقاع زمني محدد، ما يجعل الأرض كأنها كائن ضخم ينبض بالحياة.
ويُعرف منخفض «داناكيل» بأنه من أكثر المناطق نشاطاً جيولوجياً على سطح كوكب الأرض، إذ تتباعد الصفائح التكتونية تحته ببطء، ويُتوقع أن يؤدي ذلك التباعد إلى انفلاق وانفصال بدن الجزء الشرقي من أفريقيا عن بقية القارة خلال 5 إلى 10 ملايين عام من الآن، وسينشأ عن ذلك بحر جديد قد يتسع ليصبح محيطاً.
ويرى خبراء أن هذه النبضات تقدم فرصة ذهبية لفهم مراحل ولادة المحيطات، كما أنها قد تساعد في التنبؤ بالزلازل والبراكين مستقبلاً عبر ربطها بالأنماط الإيقاعية في نشاط الأرض الداخلي.
كما يؤكد علماء أن هذا الاكتشاف يرمز لكون الأرض ليست مجرد صخرة صامتة، بل كوكب حي يتنفس ويتحرك بإيقاع خفي، وهذا من شأنه أن يعيد صياغة فهمنا لعلاقة الإنسان بكوكبه الأم.
وبشكل عام، فإن مراقبة دقات قلب الأرض في منخفض «داناكيل» هو أمر أشبه بالاستماع إلى موسيقى صامتة يرويها الجيولوجيون من خلال البيانات، بينما يراها سكان المنطقة بعيونهم عبر انفجارات البراكين والزلازل المتكررة.
