النادي العلمي وثَّق الحدث وسط اهتمام علمي وشعبي واسع

خسوف القمر... 3 مراحل لأروع الظواهر الفلكية

تصغير
تكبير

- علي الجمعة: فريقا الرصد والتصوير استخدما أحدث التلسكوبات والمعدات وأجهزة التصوير الفلكي
- سعود الدخيل: الظاهرة بدأت بمرحلة شبه الظل ثم الخسوف الجزئي إلى أن دخل القمر في الغياب الكلي

مواكبة لظاهرة خسوف القمر، ليلة أمس، أقام النادي العلمي فعالية فلكية وثّق خلالها الظاهرة بمراحلها الثلاث، حيث تعد من أبرز الأحداث الفلكية لهذا العام، وأروع الظواهر الفلكية الطبيعية التي ينتظرها هواة الفلك والمهتمون بمراقبة مثل هذه الظواهر.

وقال أمين عام النادي العلمي علي كاظم الجمعة، إن النادي يضم ضمن إداراته المتعددة إدارة مختصة بعلوم الفلك تتابع كل الظواهر الفلكية على مدار العام، مؤكداً حرص إدارة علوم الفلك بالنادي على رصد وتوثيق مثل هذه الظواهر من خلال فريقي الرصد والتصوير باستخدام أحدث التلسكوبات والمعدات الفلكية وأجهزة التصوير الفلكي، في إطار المسؤولية المجتمعية للنادي في نشر الوعي الفلكي والعلمي.

وأضاف أن ظاهرة الخسوف الكلي للقمر لاقت اهتماماً علمياً وشعبياً واسعاً بين مختلف قطاعات المجتمع، حيث توافد هواة وعشاق متابعة الظواهر الفلكية، لرصد هذه الظاهرة، مثمناً الجهود التي قام بها أعضاء إدارة الفلك بالنادي لرصد هذه الظاهرة الفلكية الفريدة.

3 مراحل

من ناحيته، أوضح عضو إدارة الفلك ورئيس فريق النادي العلمي الفلكي سعود الدخيل، أن ظاهرة الخسوف تحدث عندما يمر القمر في ظل الأرض فيختفي ضوءه جزئياً أو كلياً عن أنظارنا، كما تمت مشاهدته من سماء الكويت، موضحاً أن ظاهرة خسوف القمر الكلي تضمنت ثلاث مراحل مختلفة، بدأت بمرحلة شبه الظل، ثم الخسوف الجزئي، إلى أن دخل القمر في مرحلة الخسوف الكلي والخروج منه والانتهاء من الظاهرة.

وأضاف أن ظاهرة الخسوف استمرت بجميع مراحلها لمدة 5 ساعات و23 دقيقة تقريباً، وتشكلت أمام المشاهد لوحة سماوية نادرة تغيّرت ألوانها بين الرمادي الداكن والأحمر النحاسي والذي يعرف بـ «القمر الدموي»، لافتاً إلى أن الخسوف الكلي المقبل الذي تشهده سماء الكويت سيكون في ليلة رأس السنة لعام 2029 حيث سيصادف يوم 31 ديسمبر لعام 2028.

وبيَّن أن الخسوف الجزئي في سماء الكويت بدأ بعد غروب الشمس بوقت قصير، ووصل إلى ذروته في حدود منتصف الليل تقريباً بتوقيت الكويت، مبيناً أن الجمهور تمكن من متابعة جميع مراحل الخسوف بالعين المجردة دون الحاجة إلى أدوات بصرية، غير أن استخدام التلسكوبات والمناظير أضفى متعة أكبر عبر مشاهدة التفاصيل الدقيقة لسطح القمر أثناء مروره في الظل.

فعالية فلكية

وأشار الدخيل، إلى أن النادي أقام بمقره فعالية فلكية مفتوحة للجمهور لرصد وتوثيق الظاهرة بدأت بمحاضرة فلكية تم خلالها شرح مراحل الخسوف وأهميته ليتمكن الحضور من معرفة هذه الظاهرة بطريقة علمية صحيحة، أعقبها رصد وتوثيق للظاهرة التي تعد أطول خسوف كلي للقمر تمت مشاهدته من مختلف مناطق الكويت.

وأضاف أن «النادي وفّر كل ما يلزم لمتابعة ورصد وتوثيق هذه الظاهرة الفريدة والرائعة التي زينت سماء الكويت، كما وفر للمشاركين مجموعة من التلسكوبات الحديثة والمعدات الفلكية وأجهزة التصوير الفلكي، وسط تفاعل من أعضاء إدارة الفلك بالنادي العلمي مع الحضور، حيث ردوا على أسئلتهم وقدموا إجابات وافية وشرحاً علمياً حول الظاهرة وأهميتها الفلكية والتاريخية».

وذكر أن «النادي حرص أيضاً ضمن الفعالية على تنظيم ورشة عمل خصصت للأطفال الصغار، حول الظاهرة وأهميتها وكيفية تصوير القمر باستخدام كاميرات الهواتف الذكية والكاميرات البسيطة، إلى جانب عرض للأدوات الفلكية التي يستخدمها المصورون المحترفون لتوثيق هذه اللحظات الفريدة والنادرة».

الظاهرة بين الدهشة والخوف

أوضح سعود الدخيل، أن «ظاهرة خسوف القمر لم تكن مجرد حدث عابر في تاريخ البشرية، بل كانت على مدى آلاف السنين مصدراً للدهشة والتأمل، وأحياناً للرهبة والخرافات»، مضيفاً «اليوم بعد التقدم العلمي الكبير، أصبح الخسوف فرصة للتثقيف والتوعية بعلوم الفلك، وإبراز عظمة النظام الكوني الذي يخضع لقوانين دقيقة، جعلت الفلكيين قادرين على التنبؤ بمواعيد الكسوف والخسوف بدقة لقرون مقبلة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي