شي ينتقد «عقلية الحرب الباردة»... وبوتين يُدافع عن دخول أوكرانيا
منظمة شنغهاي تدين «الكوارث» في غزة وتُحذّر من إعادة تفسير قرار الاتفاق النووي
أعربت منظمة شنغهاي للتعاون، اليوم، «عن قلقها البالغ حيال تصاعد النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني»، ودانت «بشدة الأعمال التي تتسبب بسقوط مدنيين وبكوارث إنسانية في غزة»، داعية إلى «وقف إطلاق نار شامل ودائم و(إيصال) المساعدات الإنسانية من دون عراقيل».
كما دانت المنظمة، التي تضم عشر دول، من بينها الصين والهند وروسيا وإيران، «بشدة العدوان الإسرائيلي والأميركي في يونيو 2025 على إيران الذي استهدف بنى تحتية نووية مدنية وتسبب بسقوط ضحايا وانتهك القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة».
وحذرت في البيان الختامي لقمة تيانجين (شمال الصين)، من إعادة تفسير قرار لمجلس الأمن دعم اتفاق إيران النووي المبرم عام 2015، بعدما فعَّلت القوى الأوروبية آلية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران.
وشددت على «الطبيعة الملزمة» للقرار، مشيرة إلى أن «أي محاولات لإساءة تفسير هذا القرار أو تفسيره بشكل تعسفي ستقوّض سلطة مجلس الأمن».
وفي السياق، أيدت الصين وروسيا، إيران في رفضها لتحرك «الترويكا» الأوروبية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، التي رفعت قبل 10 أعوام بموجب اتفاق نووي.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، على هامش القمة، أن موسكو وطهران على تواصل دائم بشأن قضايا دولية مختلفة منها تلك المتعلقة بالبرنامج النووي.
وفي كلمته أمام القمة، حذر بزشكيان، القوى الأوروبية، من «تعقيد الأوضاع وزيادة التوتر»، إذا أصرت على اللجوء لآلية «سناب باك»، مشيراً إلى أن طهران «مستعدة دائماً لإيجاد حل دبلوماسي لتسوية ملفها النووي».
انتقادات للغرب
وبحضور نحو 20 من قادة منطقة أوراسيا، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ، خلال افتتاح القمة، إلى نظام عالمي قائم على العدالة.
وقال «يجب علينا تعزيز منظور تاريخي للحرب العالمية الثانية ومعارضة عقلية الحرب الباردة ومواجهة الكتل وسياسات الترهيب» التي تنتهجها بعض الدول، في إشارة مبطنة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف شي أن «الوضع الدولي الحالي يصبح فوضوياً ومتشابكاً (...) المهمات الأمنية والتنموية التي تواجه الدول الأعضاء تصبح أكثر تحدياً».
من جانبه، استخدم بوتين خطابه للدفاع عن دخول أوكرانيا، محمّلاً الغرب مسؤولية إشعال فتيل الحرب.
وقال «هذه الأزمة لم تكن ناجمة عن الهجوم الروسي على أوكرانيا، بل كانت نتيجة انقلاب في أوكرانيا دعمه وتسبّب به الغرب».
وأضاف أنّ «السبب الثاني لهذه الأزمة هو المحاولات الدائمة للغرب لجرّ أوكرانيا الى حلف شمال الأطلسي».
وعقد شي سلسلة من الاجتماعات الثنائية المتتالية مع عدد من القادة من بينهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أحد حلفاء بوتين المقرّبين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يقوم بأول زيارة له للصين منذ العام 2018.
وشوهد شي وبوتين ومودي في بث مباشر، بينما كانوا يتحادثون وهم محاطين بمترجميهم.
وخلال الاجتماعات، قال مودي لشي إن الهند ملتزمة «المضي قدماً في علاقاتنا على أساس الثقة المتبادلة والكرامة».
من جانبه، عقد بوتين لقاء مع مودي، الذي وصف الرئيس الروسي بأنه «صديقه العزيز».
في المقابل، وجهت كييف، انتقادات لإعلان القمة بسبب عدم تطرقه إلى الحرب.
وذكرت في بيان، «من المدهش أن أعنف حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية لم تُدرج في مثل هذه الوثيقة المهمة والأساسية».