ألوان

مبارك الحديبي

تصغير
تكبير

يعتبر الشاعر الراحل مبارك الحديبي، أحد أهم كتاب الأغنية الكويتية على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن، خصوصاً أن اسمه ارتبط بالعديد من الأغاني الناجحة التي مازالت تتردد بين الأجيال المتعاقبة، وظل يبدع إلى أن رحل عن الدنيا في السابع عشر من شهر سبتمبر عام 2018.

وكل من تابع الأغنية الكويتية خلال أكثر من نصف قرن، يدرك أن هناك فرساناً للأغنية الكويتية من مؤلفين وملحنين ومطربين ونقاد، وفي مقدمتهم الشاعر الراحل مبارك الحديبي الذي يمتلك القدرة على التطور مع تطور ملامح الأغنية الكويتية.

وأذكر أن زميلاً لي في العمل كانت تجمعه صداقة مع الشاعر الحديبي، وقتها في منتصف الثمانينات كان الفنان عبدالمحسن المهنا قدم ألبوماً جديداً يحتوي على أغنية تحمل اسم «توافيج» التي مازلت أحبها...

فقال لي صديقي إن كتابة تلك القصيدة الجميلة تعود إلى قصة مفادها أن من حوله قالوا له إن فلاناً حقق ربحاً مادياً كبيراً غير متوقع، فرد عليهم الحديبي بـ«توافيج».

وقالوا له أمراً آخر، فقال لهم «توافيج»... وقصة ثالثة أيضاً فما كان منه إلا أن كتب أغنية «توافيج» في الليلة نفسها!

وكانت بداياته مع الفنان عوض دوخي، ثم توالت الأغاني التي كتبها إلى أن انتقل من مرحلة عرض قصائده إلى مرحلة أن يطلب منه الملحنون والمطربون أن يكتب لهم، فحقق انتشاراً سريعاً نظراً لعذوبة ألفاظه وبساطتها وقربها من الذوق الكويتي المحلي الذي سرعان ما بات معروفاً في منطقة الخليج العربي.

ولا يمكن حصر كل الأغاني التي كتبها محلياً وخليجياً وعربياً، إلا أن هناك أغنيات خالدة محفورة في ذاكرة الغناء الكويتي، مثل أغنية شادي الخليج «يا سدرة العشاق» التي قام بتلحينها الموسيقار غنام الديكان، إضافة إلى أغنية «حسبت انك» للفنان غريد الشاطئ، وأغنية «يا عين مالية» للفنان مصطفى أحمد وأغنية «الله يا ني ولهان» للفنان عبدالكريم عبدالقادر، والفنانة رباب عبر أغنية «شالوا الشراع» التي كانت تنتمي إلى بوتقة الموروث البحري الكويتي.

وكذلك الفنان محمد عمر بأغنية «توادعنا» التي صاغ لحنها خالد الزايد، وأغنيات أخرى لبعض الفنانين الخليجيين والعرب، مثل محمد عبده وطلال مداح وديانا حداد وذكرى وخالد عبدالرحمن وسليمان الملا وابتسام لطفي ورابح صقر وآخرين.

ومثلما كانت له أغنيات طربية جميلة كانت توجه إليه بعض الانتقادات في مرحلة العصر الذهبي للكاسيت، حيث إن شركات الإنتاج فرضت لوناً معيناً من الأغاني الخفيفة غير الطربية التي لا تحفر في ذائقة عشاق الطرب الأصيل، فكتب بعض الأغاني الناجحة جماهيرياً لدى فئة الشباب، بيد أنه تعرض للكثير من الانتقادات من قبل عشاق الطرب الأصيل، إلا أن فترة الكاسيت كانت تياراً جارفاً مادياً وإعلامياً، دفع بالكثيرين إلى ركوب تلك الموجة لتحقيق الحضور الفني والكسب المادي...

وكتب سلسلة من الأغاني مثل «اسكت ولا كلمة» للفنان عبدالله الرويشد و«على الراس والعين» للفنانة نوال، وكتب أغاني أخرى نجحت جماهيرياً بنسب مختلفة، إلا أن ذلك لا يقلل من مكانته كشاعر غنائي مميز له بصمة مميزة.

وكم تمنيت من وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجمعية الفنانين والمعهد العالي للفنون الموسيقية، تنظيم دورات خلال الموسم الثقافي للتحدث عن مبدعي صناع الأغنية الكويتية، وفي مقدمتهم الشاعر الراحل مبارك الحديبي، الذي تم تكريمه من قبل وزارة الإعلام...

والتكريم الحقيقي يكمن في الأغاني التي كتبها وهي إبداعات محفورة في ذاكرة الغناء الكويتي، ولا بأس في مشاركة من عاصروه من مطربين وملحنين للوقوف عند أهم المحطات التي كانت مميزة في مسيرة الشاعر الراحل مبارك الحديبي.

ٍهمسة:

يرحل الشاعر وتبقى إبداعاته في ذاكرتنا...

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي