تزايد اعتماد الأطباء على الذكاء الاصطناعي قد يُقلِّص مهاراتهم تدريجياً
لعل استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب، يمكن أن يُحسِّن التشخيص وإدارة الأمراض، لكن نتائج دراسة بحثية جديدة متعددة الجنسيات ونشرت في مجلة «لانسيت غاستروإنترولوجي أند هيباتولوجي»، أثارت مخاوف بشأن أمر سلبي محتمل قد ينجم من وراء ذلك.
وإذ تم تمويل هذه الدراسة من جانب كل من «اللجنة الأوروبية» و«جمعية اليابان لتعزيز العلوم»، و«الجمعية الإيطالية لبحث السرطان»، فإن الأمر يتعلق بخطر فقدان المهارات لدى الأطباء تدريجياً بسبب الاعتماد بشكل متزايد على أنظمة دعم القرار التي من أبرزها الذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يغير ديناميكية الرعاية الصحية.
وأجريت الدراسة في أربعة مراكز طبية لفحص القولون في بولندا، حيث تم إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي لكشف السلائل أو الخلايا غير الطبيعية في القولون. وكشفت الدراسة أن معدل الكشف المتوسط عن الغدد السليمة – أو الكشف عن الخلايا غير السرطانية التي يمكن أن تتحول إلى سرطانية – في فحوصات القولون غير المدعومة بالذكاء الاصطناعي انخفض من 28 في المئة قبل التعرض للذكاء الاصطناعي إلى 22 في المئة بعد التعرض، وهو الأمر الذي يعادل انخفاضاً نسبياً بنسبة 20 في المئة وانخفاضاً مطلقاً بنسبة 6 في المئة في معدل الكشف عن الغدد السليمة.
وبحسب الدكتور مارسين رومانتشيك، من «أكاديمية سيليزيا» في بولندا، والذي كان جزءاً من الدراسة، فإن هذه النتائج مقلقة نظراً لانتشار الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مجال الطب بسرعة. وأضاف أن هذه هي الدراسة الأولى التي تشير إلى تأثير سلبي للاستخدام المنتظم للذكاء الاصطناعي على قدرة الأطباء والمهنيين الصحيين على إكمال مهمة متعلقة بالمريض في أي مجال طبي. ورأى رومانتشيك أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث بشكل عاجل حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مهارات المهنيين الصحيين عبر مجالات طبية مختلفة، لمعرفة العوامل التي قد تسبب أو تساهم في المشكلات.