الطيور المهاجرة تتقدم في العمر ببطء ملحوظ
«الفلامنغو» يبوح بسرّ شبابه الدائم!
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة PNAS أن الهجرة الموسمية قد تلعب دوراً رئيسياً في إبطاء الشيخوخة لدى طيور الفلامنغو الوردية، أحد أكثر الطيور الرمزية في منطقة كامارغ الفرنسية.
وبحسب «يورك أليرت» فإن الدراسة، التي اعتمدت على برنامج وسم وتتبع للفلامنغو استمر أكثر من 40 عاماً في معهد تور دو فالات، أظهرت إن الطيور المقيمة التي تبقى في موطنها تتمتع ببدايات حياة أفضل من حيث البقاء والتكاثر، لكنها تدفع الثمن لاحقاً مع تسارع وتيرة الشيخوخة وتراجع الخصوبة. في المقابل، تواجه الطيور المهاجرة مخاطر أعلى في سنواتها الأولى، لكنها تُعوّض ذلك مع تقدم العمر ببطء ملحوظ في الشيخوخة وقدرة أطول على الاستمرار.
ويُظهر التحليل أن متوسط بدء الشيخوخة لدى الطيور المقيمة يبلغ 20.4 سنة، مقابل 21.9 سنة للطيور المهاجرة، ما يعكس أثر السلوكيات الحياتية على مسار الشيخوخة داخل النوع الواحد، وليس فقط بين الأنواع المختلفة.
الباحثون المشاركون في الدراسة أكدوا أن النتائج تُلقي الضوء على أحد أكثر الأسئلة وجودية في علم الأحياء: لماذا وكيف نَشيخ؟، مشيرين إلى أن فهم هذه الظواهر لا يقتصر على الطيور فحسب، بل قد يسهم في توسيع معرفتنا بآليات الشيخوخة لدى الإنسان أيضاً.
ويُعد معهد تور دو فالات، الذي أسسه لوك هوفمان عام 1954، من أبرز المراكز البحثية في الحفاظ على الأراضي الرطبة بالبحر الأبيض المتوسط، ويواصل عبر هذا البرنامج الفريد تقديم بيانات طويلة الأمد تُثري الدراسات العلمية حول الحياة البرية والبيئة.