الهلال الأحمر المصري يدفع بقافلة المساعدات الـ 20 من «زاد العزة»
مصر تُحذّر من نهج «غطرسة القوة» الإسرائيلي
حذرت مصر، أمس، من تبعات توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، غداة «إطلاق عربات جدعون 2» الإسرائيلية، مؤكدة أنها تنظر بقلق بالغ لمضي تل أبيب، قُدماً في تنفيذ خطة هجوم تستهدف السيطرة على المدن في قطاع غزة، في مسعى جديد لتكريس احتلالها غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية، بأن القاهرة حذّرت من «أن نهج غطرسة القوة، والإمعان في انتهاك القانون الدولي لخدمة مصالح سياسية ضيقة أو معتقدات واهية، إنما هو خطأ جسيم في الحسابات، ناتج عن تراجع وضعف منظومة العدالة الدولية»، معتبرة أن «ذلك سيؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، وستستمر عواقبه الوخيمة على العلاقات بين شعوب المنطقة، بل وعلى الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، لسنوات طويلة».
جرائم ممنهجة ضد المدنيين
وأعربت عن «استهجانها الشديد للسياسات التصعيدية الإسرائيلية والتوسع في احتلالها للأراضي الفلسطينية، سواء في الضفة الغربية أو غزة، والتمادي في الجرائم الممنهجة ضد المدنيين الأبرياء، ومواصلة التخطيط لتهجير الفلسطينيين من أرضهم بما يؤدي إلى تأجيج الوضع المتأزم».
وأشارت إلى أن «ذلك يعكس تجاهل كامل من قبل إسرائيل لجهود الوسطاء والصفقة المطروحة لوقف النار وإطلاق الرهائن والأسرى، وتدفق المساعدات الإنسانية، وللمطالب الدولية بإنهاء الحرب ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني».
وطالبت مصر، المجتمع الدولي بالتدخل بصورة عاجلة لوضع حد للحرب الإسرائيلية على غزة، ووقف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في القطاع.
ودعت مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين لمنع مزيد من تدهور الوضع في المنطقة، وتفاقم حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط نتيجة للانتهاكات الإسرائيلية السافرة وغير المسبوقة للقوانين والأعراف الدولية.
وفي إطار الاتصالات الدورية، في شأن التطورات الإقليمية، وفي مقدمها الأوضاع الكارثية في قطاع غزة وتطورات الملف النووي الإيراني، تناول وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبدالعاطي مساء الأربعاء، في اتصال هاتفي مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، آخر مستجدات مفاوضات وقف النار، لا سيما بعد موافقة حركة «حماس» على المقترح الذي سبق وقدمه ويتكوف.
وأكد «الأهمية البالغة لاستجابة إسرائيل للمقترح وتنفيذ عناصره في سبيل معالجة الأزمة الراهنة والحفاظ على أرواح الرهائن وتخفيف معاناة الفلسطينيين، وضمان نفاذ المساعدات بكميات كافية تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني والذي يتعرض لسياسة ممنهجة للتجويع».
وشدد على«ضرورة استغلال الفرصة السانحة حالياً بموافقة حماس على المقترح الأميركي للتحرك لوضع حد لهذه الحرب غير العادلة، والتي تمتد لنحو العامين، واستغلال فترة التهدئة المقترحة لمدة ستين يوماً للتفاوض حول إنهاء الحرب، ووضع أسس لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية».
وفي شأن البرنامج النووي الإيراني، جدد عبدالعاطي التأكيد على موقف مصر الداعي إلى خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وعدم وجود حلول عسكرية لهذا الملف ولغيره من أزمات المنطقة، مشيراً إلى الاتصالات التي تجريها بلاده للعودة إلى المسار التفاوضي، بما يضمن تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وضرورة مواصلة العمل المشترك بين مصر والولايات المتحدة من أجل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
إنسانياً، دفع الهلال الأحمر المصري، أمس، بقافلة المساعدات العشرين من «زاد العزة... من مصر إلى غزة» في اتجاه جنوب القطاع، عبر معبر كرم أبوسالم.