قيم ومبادئ

جيسيكا وحوت الأوركا!

تصغير
تكبير

سواء صحت هذه الرواية أو لم تصح (قتل حوت الأوركا لمدربته جيسيكا)، فإن ديننا الحنيف عظّم حُرمة دم الإنسان وصانها من الانتهاك، ولهذا جاء الأمر الإلهي «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة...».

والإلقاء باليد إلى التهلكة يرجع إلى أمرين: ترك الواجبات: ومنه ترك الجهاد في سبيل الله إذا كان تركه موجباً أو مقارباً لهلاك البدن، وتسلط الأعداء في إزهاق الأرواح أو فعل ما هو سبب موصل حتماً إلى تلف النفس أو إتلاف عضو أو إزهاق الروح...

ويدخل في ذلك صور كثيرة ومنها تغرير الإنسان بنفسه في قتال الأعداء من دون جدوى أو في إنشاء سفر مخوّف أو أن ينام في أرض مسبعة أو حيات، أو يتكلف بتسلق شجر أو جبال شاهقة أو بنيان خطر لمجرد الهواية والمتعة والتسجيل في موسوعة «غينيس»، ولهذا جاء في الحديث الشريف (ومن بات على ظهر جدار وليس ما يدفع رجليه فوقع فمات فقد برئت منه الذمة، ومن ركب البحر في ارتجاجه فغرق فقد برئت منه الذمة).

فالحفاظ على النفس من ضروريات الدين، فمن فرط في حفظ نفسه فقد فرط في أمر من أمور الدين وفي هذا عصيان لأمر الله تعالى مع ما فيه من تهاون في إهدار النفس والأعضاء ومعنى (فقد برئت منه الذمة) أي لا حقّ له ولا لأوليائه في المطالبة بديةٍ أو قصاصٍ، وهو بذلك الفعل يكون قد قطع وضيَّع حماية الله وحفظه له، وكذا من سافر في الطائرة وهو يعلم أن الجو أعاصير عاتية ورياح شديدة واضطراب في الأحوال الجوية، وهو سفر في وقت مظِنّة الهلاك من هذه المنخفضات الجوية فسقطت به الطائرة فقد برئت منه الذمة قياساً على ركوب البحر الهائج.

وكان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يمنع الجيوش من ركوب البحر، وعلل ذلك بطلب السلامة لأرواح المسلمين، حتى كان عهد عثمان -رضي الله عنه- فمازال به معاوية يستأذنه حتى أذن له في بناء أسطول بحري، وهذا هو الصحيح الموافق لما جاء في القرآن الكريم من مثل قوله تعالى (هو الذي يسيركم في البر والبحر)، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسِرّة). فقالت أم حرام: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: أنت منهم. وتحقق لها ما أرادت -رضي الله عنها- حيث لحقت بجيش معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- الذي غزا قبرص مع زوجها عبادة بن الصامت -رضي الله عن الجميع.

وبهذا نعرف أن الإسلام قد سبق الحضارة الغربية في الحفاظ على أرواح الناس!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي