صالح الملا يرثي الراحل أحمد النفيسي: وداعاً أيها الوطني الكبير.. أيها الشهم النبيل

تصغير
تكبير

نعى النائب السابق صالح الملا، الراحل أحمد النفيسي في رسالة رثاء من محبسه، تلقت «الراي» نسخة منها عبر محاميه حمود السند، وفي ما يلي نصها:

وداعاً يا من كنت لي دائماً الداعم والسند.

كان وقع الخبر المفجع صادماً، لم يكن استيعابه هيناً أبداً، كيف رحلت وأنت من كنت أراك في كل الأحداث والمواقف موجوداً؟ ذلك الرجل القوي المبتسم حتى في أحلك الأوقات وأشدها، لكنها مشيئة الله وإرادته.‏

المعذرة يا عم أحمد، فقد حالت ظروف الحبس دون أن أودعك الوداع الأخير. كان آخر لقاء جمعني بك على مائدة الإفطار في شهر رمضان الماضي في منزلك العامر قبل حبسي بأيام قليلة، وآخر اتصال هاتفي جمعنا كان قبل سفرك وأنا في الحبس، وفي ذلك اللقاء والاتصال الأخير كنت كما عرفتك منذ صغري مبتسماً مرحاً متفائلاً وقوياً داعماً لمن حولك رغم الظروف ورغم المرض الذي أتعبك وأنهك جسدك.‏

وداعاً أقولها وفي القلب غصة وحزن كبير على فراقك.. سأفتقدك كثيراً يا عم أحمد، سيفتقدك منبرك، ومحبوك في المنبر الديمقراطي الذي ساهمت في تأسيسه، وسيفتقدك كل الشباب الوطني الذي كنت له المثل والقدوة.‏

عزاؤنا أنك رحلت جسداً لكن إرثك الوطني باقٍ، ونهجك القويم الذي ما حاد يوماً عن الحق، ومواقفك المبدئية الصلبة والراسخة رسوخ الجبال منذ أن سطع نجمك على الساحة السياسية نائباً مطلع سبعينات القرن الماضي، وتصدرك مع زملائك الوطنيين الصفوف الأولى في الدفاع عن الحريات وثروات الأمة، مروراً بفترة رئاستك لنادي الاستقلال الثقافي وصحيفة الطليعة وخوضك لمعارك شرسة وطويلة ضد الفساد وسراق المال العام، ثم دعمك السخي المستمر - حتى آخر أيامك - للعناصر الوطنية لتستكمل المسير الذي بدأته أنت ورفاقك دفاعاً عن النظام الديمقراطي والحريات وسيادة القانون.‏

كنت يا عم أحمد إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومدرسة فريدة في نكران الذات والإيمان بالعمل الجماعي والمؤسسي، لا تعشق الأضواء رغم أنك تستحقها، مؤمناً بأن العمل الوطني لا مكان فيه لأدوار البطولة.

‏أنعاك بحزن وألم يا عم أحمد، وكل المشاعر مع رفيقة دربك العمة الغالية لولوة الملا، وأخويّ العزيزين بدر وصالح وأختي العزيزة دلال، أعزيهم، وأشاطر العزاء أسرتك أسرة النفيسي الكريمة وكل رفاقك ومحبيك.. والكويت التي ودعت ابنها البار أحمد النفيسي.

صالح محمد الملا

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي