«حماية البيئة» تدعو لوعي مجتمعي لحمايته

«الهر الرملي» النادر... شاهد على تنوّع صحراء الكويت

تصغير
تكبير

- المويزري: «التفه» قريب من التهديد... وعدوه الأول الإنسان

عقبت الجمعية الكويتية لحماية البيئة على رصد أحد أعضائها وعضو فريق رصد وحماية الطيور طلال المويزري، الهر الرملي النادر بأن «حماية هذا الكائن تتطلب وعياً مجتمعياً، واحتراماً للبيئة، ودعماً للجهود البحثية والرصد البيئي»، لافتة إلى أن «كل موطن يُحفظ، وكل قانون يُفعل، وكل متعدٍ يُردع، هو خطوة نحو الحفاظ على هذا الكنز الطبيعي الذي يعيش بيننا، ولا يُرى إلا لمن يبحث بعين الحب والاحترام للطبيعة». ودعت إلى المحافظة على الهر الرملي، «لأنه رمز من رموز صحرائنا، وشاهد على تنوعها، وهذا من واجباتنا تجاه الأجيال القادمة».

وفي هذا السياق، قال المويزري، «انطلقت في رحلة ميدانية استكشافية في أعماق البراري الكويتية لرصد واحد من أندر الكائنات البرية في البلاد، وتحديداً في المناطق البعيدة عن التمدن والضوضاء، حيث يعيش كائن نادر لا يعرفه كثيرون، يُدعى (الهر الرملي) أو ما يسمى محلياً الهر أو (التفه)».

وأضاف «جاءت الرحلة ضمن جهود شخصية لتوثيق الحياة الفطرية في الكويت، وتحديداً هذا الحيوان المهدد، الذي تصعب رؤيته إلا عن طريق الصدفة أو عن طريق البحث عنه لساعات عدة من دون توقف، وبعض الأحيان أيام عدة»، واصفاً إياه بأنه «كائن ليلي حذر يصعب تتبعه أو رصده من دون معرفة دقيقة بسلوكياته، فهو يحب الأراضي الرملية والحصوية التي تحتوي على ما يسمى محلياً بالمطانيج، وبعض الأراضي التي تتواجد فيها بعض الشجيرات مثل الرمث والعرفج، ولكن لاحظنا وجوده بقرب شجيرات الحنظل (الشري)، ويعود السبب لكثرة جحور القوارض مثل الفئران والجراذية التي تكون بالقرب من هذا النبات، وهي تعد غذاءً رئيسياً للهر الرملي، بالإضافة للزواحف والحشرات وكذلك الطيور، وحتى الأفعى القرناء (أم جنيب)، فهو يفاجئها بضربة سريعة على الرأس تكفي لقتلها».

وأشار المويزري، إلى أنه «وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، يصنف الهر الرملي على أنه (قريب من التهديد)»، وأن «له سلالات عدة، منها سلالة باكستان (scheffeli)، وسلالة تركمانستان، وسلالة النيجر والسودان (airensis)، وسلالة شمال أفريقيا (margarita)، ولكن حديثنا اليوم عن السلالة العربية (harrisoni)، فيصبح اسم السلالة العربية كالتالي (Felis margarita harrisoni)».

ولفت إلى أن «الهر الرملي يعتبر من أصغر الهررة حيث يبلغ وزنه من 2 إلى 3.5 كيلوغرام، ويصل طوله إلى نحو 50 سنتيمتراً من دون الذيل، ولونه رملي محمر، وأذناه عريضتان ومنخفضتان على جانبي الرأس، وباطن أقدامه مكسوه بالشعر الأسود الكثيف ليساعده على القفز في الرمال».

ونوه إلى أنه «يحفر جحراً تحت بعض الشجيرات المعمرة أو في الكسارات، حيث يكون في جحره طوال فترة النهار في حالة سبات للحفاظ على السوائل في جسمه».

وأوضح طلال المويزري، أن «العدو الأكبر لهذه الحيوانات هو الإنسان، فالبعض يقتلها من دون سبب، ويتاجر في بيع صغارها، واصطيادها بكلاب السلوقي».

حياة انفرادية

أشار المويزري، إلى أن «الهر الرملي يعيش حياة انفرادية، ويتلاقى الأنثى والذكر في موسم التزاوج، وهو على فترتين من السنة، الأولى في شهر مارس، والثانية في شهر أكتوبر، وتلد الأنثى من 2 إلى 6 جراء بعد حمل مدته شهران».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي