يمكن استخلاصها من التعاقدات مع لاعبين... وتعيين ليندرز مساعداً له

غوارديولا... لاستعادة السطوة بفلسفة جديدة

جوسيب غوارديولا يقود تدريبات مانشستر سيتي
جوسيب غوارديولا يقود تدريبات مانشستر سيتي
تصغير
تكبير

- رايندرز وشرقي ومرموش قادرون على الانطلاق بالكرة بين الخطوط واللعب بإيقاع سريع
- آيت
- نوري من أكثر الأظهرة أصحاب النزعة الهجومية في أوروبا,

يبدو نادي مانشستر سيتي، بقيادة مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا، عازماً على استعادة سطوته على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، التي استمرت أربعة مواسم توالياً، لكن بفلسفة جديدة لم نعهدها سابقاً، وهو ما يمكن استخلاصه من التعاقدات التي أبرمها مع لاعبين عدّة، إضافة إلى تعيين الهولندي بيب ليندرز كمساعد مدرب.

في تصريح سابق له، قال غوارديولا: «حالياً، كرة القدم الحديثة هي الطريقة التي يؤدي بها بورنموث، نيوكاسل، برايتون وليفربول. كرة القدم الحديثة ليست تلك التي تُلعب بأسلوب تموضعي. عليك رفع الإيقاع».

وفي السنوات التي سبقت هذا التصريح، قليلاً ما عانى غوارديولا في مواجهة فرق وسط الترتيب، لكن مع تحلّي هذه الفرق بالجرأة اللازمة للضغط بقوّة في كل أرجاء الملعب ومحاولة منعه من بناء اللعب بأريحية، ظهرت معاناة «سيتي» بوضوح بشكل تدريجي، لا سيّما مع بطء نسق لعبه.

بالتأكيد، كان التصريح مفاجئاً بعض الشيء في ذلك الوقت، قياساً إلى أن من أطلقه يُعتبر عرّاب كرة القدم بأسلوب تموضعي، لكن الربط بين كلام غوارديولا وبين التعاقدات المُبرمة في فترتي الانتقالات الفائتة والحالية، يوصل إلى احتمال ظهور بطل إنكلترا 10 مرّات بوجه جديد وغير معهود تحت إشراف مدربه الفذ.

وظهرت بعض ملامحه بالفعل في النصف الثاني من الموسم الماضي، وبدا أن الإسباني متجه لاعتماد فلسفة «كرة قدم حديثة»، كما وصفها، وهو ما تؤكده بعض الإحصاءات، إضافة إلى خصائص الوافدين الجدد ومعهم ليندرز أحد أهم أفراد الجهاز الفني للمدرب الألماني يورغن كلوب في ليفربول.

وتعاقد «سيتي» في فترة الانتقالات الشتوية الماضية مع المهاجم المصري عمر مرموش، وترافق ذلك مع انخفاض في نسبة الاستحواذ من 65.5 في المئة في الموسم قبل الماضي إلى 61.3 في المئة في الموسم الماضي، بينما ارتفع إجمالي عدد الهجمات المرتدة من 22 إلى 30، أيّ بزيادة 36 في المئة، بحسب تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

وأكثر من ذلك، اعتمد بشكل أكبر على الكرات الطويلة من حارس المرمى البرازيلي إيدرسون، وذلك بهدف تجاوز الضغط العالي للمنافسين، كما بدا ملاحظاً ازدياد المراوغات المباشرة بين الخطوط من مرموش تحديداً.

وأوحت هذه المؤشرات بأن أمراً ما في فلسفة غوارديولا في صدد التغيير، وجاء التأكيد عبر إبرام صفقات مع لاعبين لديهم خصائص مشابهة للمصري، في سبيل التحوّل الكامل من اعتماد الأسلوب التموضعي إلى «كرة قدم حديثة» معتمدة على مفاهيم مثل رفع الإيقاع والضغط العكسي والهجوم العمودي.

وبعد مرموش، انضمّ أخيراً ثنائي خط الوسط الهولندي تيجاني رايندرز والفرنسي ريان شرقي، القادرين بدورهما، مثل مرموش، على حمل الكرة والانطلاق بها بين الخطوط واللعب بإيقاع سريع والقيام بالمراوغات.

وفي مقارنة بينهم وبين أكثر ثلاثة لاعبي وسط هجوميين استخداماً في تشكيلة «سيتي» في الموسم الماضي، الألماني إيلكاي غوندوغان والبلجيكي كيفن دي بروين والكراوتي ماتيو كوفاتشيتش، سجّل مرموش (مع فرانكفورت) ورايندرز وشرقي معدلات أعلى على صعيد حمل الكرة والانطلاق بها لمسافة لا تقلّ عن 5 أمتار باتجاه مرمى المنافس، إضافة إلى محاولة المراوغة، وفق إحصاءات «بي بي سي».

وعلى صعيد المؤشر الأول، أيّ حمل الكرة، كان معدل غوندوغان 2.59، دي بروين 2.7 وكوفاتشيتش 2.3، مقابل 3.19 لرايندرز، 4.67 لشرقي و4.53 لمرموش.

وعلى صعيد المؤشر الثاني، بلغ معدل محاولة المراوغة بالنسبة لغوندوغان 1.66، دي بروين 1.8 وكوفاتشيتش 1.68، مقابل 2.04 لرايندرز، 4.27 لشرقي، و6.87 لمرموش.

ومع الثلاثي المذكور، يشي التعاقد مع المدافع الجزائري ريان آيت-نوري من ولفرهامبتون بأن توجّه غوارديولا نحو اعتماد فلسفة جديدة بات مؤكداً.

فبخلاف اللاعبين الذين أشركهم المدرب الإسباني في مركز الظهير سابقاً والمطلوب منهم بشكل أساسي العمل ضمن منظومة لعب انتُقدت كثيراً بسبب صرامتها والحدّ من هامش الابتكار لدى أفرادها، يُعتبر آيت-نوري من أكثر الأظهرة أصحاب النزعة الهجومية في أوروبا.

احتل الجزائري المركز الثاني في عدد المراوغات الناجحة بين المدافعين في الدوري الموسم الماضي (63)، والمركز السادس من بين الأظهرة لناحية حمل الكرة والتقدم بها إلى الأمام (89)، كما كان من بين أفضل ثلاثة مدافعين مساهمة بالأهداف (11)، بالتمريرات الحاسمة المتوقعة (5.5) وباللمسات داخل منطقة جزاء المنافس (96).

وبالتأكيد لن يكون غوارديولا بمفرده قادراً على قيادة التحوُّل الجديد، لذا، جاء التعاقد مع ليندرز ليكون مساعده.

فالهولندي البالغ 42 عاماً، يُنسب إليه قيادة معظم التدريبات اليومية لليفربول تحت قيادة كلوب، كما يُنسب إليه جزء كبير من التطوّر التكتيكي للألماني في حقبة ما بعد بوروسيا دورتموند.

ومع توجُه غوارديولا نحو اعتماد «كرة قدم حديثة» كالتي واجهه بها كلوب وتفوّق عليه في كثير من الأحيان من خلالها، لا يبدو هناك أفضل من ليندرز ليكون شريكاً له في إرساء مبادئها، بهدف استعادة سطوة ستكون هذه المرّة مختلفة عن سابقتها من حيث الشكل والمضمون.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي