ظاهرةٌ «ذكية» صارت نجمةَ أعراس وأعياد ميلاد ومَطاعم وميدان الترفيه
«روبوتات» في شوارع بيروت... مشاهير من حديد
دخلت «الروبوت» إلى الحياة العامة في لبنان وأصبح وجودها عند مداخل المطاعم وفي أماكن اللهو والسهر والاحتفالات مشهداً مألوفاً، وباتت بمثابة «نجوم من حديد» فهي تتفاعل مع الناس، تمشي بينهم وتلقي التحية وتحضن وترسل قلوباً.
الفكرة جاءت من شابين لبنانييْن تعرّفا الى الروبوتات الترفيهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي فأثارت اهتمامهما وعرفا أنها يمكن أن تلقى في لبنان نجاحاً كبيراً.
من مصدرها في الصين طلب الشابان نموذجين تجريبيين وفق ما يروي لـ «الراي» أحد أصحاب الفكرة الشاب زياد كنعان.
ويقول: «رغم عدم وجود خلفية أكاديمية لدينا في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إلا أننا أحسسْنا بأنها فكرة رائدة ولا سيما أن اللبنانيين يتفاعلون مع كل ما هو جديد».
ويضيف: «بالفعل بدأنا نصطحب هذين الروبوتيْن الى الشوارع أو أمام المطاعم وأماكن الترفيه التي تطلب منا ذلك، ليتفاجأ الناس بما هما قادران على القيام به.
فالروبوت الذي على شكل إنسان (CHADOX) وهو الأول من نوعه في لبنان، يمكنه السير والرقص وإلقاء التحية والتلويح بيده، وحتى القيام بـ غمرة (حضن)».
أما الروبوت على شكل كلب (CHADOG) فيقف على قدميه الخلفيتين ويسير ويرسل القلوب إلى من يقف أمامه. وقد أثار هذان الروبوتان تفاعلاً كبيراً بين الناس، و100 في المئة منهم يتوقفون لالتقاط الصور معهما وتصوير فيديوات لهما، ونُشر الكثير منها على مواقع التواصل بحيث باتا مشهوريْن ومطلوبيْن جداً في كل المناسبات الترفيهية، وحتى الأعراس وأعياد الميلاد حيث يكونان بمثابة «الضيف الأذكى»، كما حضرا مؤتمر الذكاء الاصطناعي الذي عُقد مؤخراً في بيروت وكانا جزءاً من التصور المستقبلي للواقع اللبناني.
ولكن هل الهدف من هذه الروبوتات ترفيهي فقط؟ وهل هي مجرد أكسسوار يرافق الموسم السياحي؟ يجيب كنعان: «بالطبع لن يتوقف الأمر على دورها الترفيهي، بل الهدف منها تعريف الناس بشكل لطيف على عالم الروبوت وإدخاله الى حياتهم اليومية. فالروبوتات في العالم أمرٌ واقع وهي حتماً جزء من المستقبل ولذلك لا بد من بدء عملية التآلف بينها و بين البشر».
ويضيف: «هدفنا كان إعطاء لمحة أولية عما هو آتٍ فيما بعد. ومشروعنا هو تطوير الروبوتات التي سنستوردها لاحقاً لتكون روبوتات عملية يمكن أن تساعد في بعض الخدمات الصناعية أو في العمل في المطاعم. فالطريق مفتوح أمامنا بعدما لمسْنا تجاوب الناس. ولا شك في أن الروبوتات القادمة ستكون أكثر تطوراً وتعتمد على الذكاء الاصطناعي وقادرة على إنجاز الكثير».
وتروي إحدى الشابات أنها كانت مع أصدقاء في ملهى، وحين تَقَدَّمَ الروبوت للرقص معها أُعجبت بالفكرة وضحكت لها، لكن حين حاول أن يحضنها تملّكها الخوف فدفعتْه بعيداً عنها ليقع متدحرجاً على الدرج ويُصاب بأضرار. حادثة طريفة إنما معبّرة عن عدم استعداد الناس بعد للتفاعل القريب مع الروبوتات في كل الظروف. وحتى الحيوانات لا تزال تقف عاجزة عن فهْم ما يَحدث أمامها، وهذا ما جرى مع كلب إحدى السيدات حيث وقف ينبح أمام الكلب الروبوت متهيئاً لمهاجمته وكأنه مصدر خوف وخطر.