وجع الحروف

أ. د. عيد الهيم... رحمة الله عليه

تصغير
تكبير

انتقل إلى رحمة الله أخي العزيز أ. د. عيد الهيم... الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته وجميع موتانا وموتى المسلمين.

عيد الهيم له مواقف وطنية مشرفة... وبالأمس صادفت ذكرى يوم الغزو العراقي الغاشم حيث كان يعمل ضابطاً في الحرس الوطني «معسكر الصمود» وأصيب أثناء الاشتباك مع القوات العراقية الغازية.

د. الهيم معلم متميز حصل على درجات تكريم، وهو مثقف واسع المعرفة، شارك في أنشطة توعوية وتربوية وخيرية، وكُرم على مساهماته الفعالة المثرية.

عام 2015، عندما قررنا البدء في ملتقى الثلاثاء التنموي الثقافي الاجتماعي كان من ضمن قائمة المؤسسين، وأذكر حينها قال «بوعبدالله راح أنشغل معاكم الأيام الجاية لظروف خاصة لم يكن من بينها المرض»... وبدأنا المشوار وأصيب أخي بمرض السرطان وظل متواصلاً معنا ولم يغب عنا.

أراه نموذجاً للمواطن الصالح الوطني الحس كقدوة تحتذى... فإذا تحدث أوجز بمعلومات مفيدة ومعظم مفرداته منتقاة بعناية طيبة على متلقيها حتى عند الاختلاف.

كان يحمل فكراً نيراً وعندما نتتبع إسهاماته مع جمعيات وجهات متعددة نجد الجميع يذكره بالخير ويثني عليه.

فقدان شخصية كالدكتور عيدالهيم لا نقول معها إلا «إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا بو فيصل لمحزونون... وإنا لله وإنا إليه راجعون».

ما أخطه هنا ليس رثاء، بل هو شعور بقيمة شخصية فقدتها الكويت... وهم السابقون ونحن اللاحقون. نريد أن نهتم بإسهامات من هم على شاكلة د. عيد الهيم، فالأوطان تبنى بسواعد رجالها المخلصين الأكْفاء.

لا مجال للبحث في شريط الذكريات فالحروف تتزاحم و«تشوش» على العبد الفقير لله لكثرتها وتشعبها.

كان دمث الخلق ولا يمن في المساعدة والمساهمة حينما يكون المشروع أو المبادرة تحمل في ثناياها غايات وطنية المغزى.

عندما تتكرر زيارته لي في مستشفى الرازي قبل سنوات، طلبت منه ألا يكلف على نفسه عناء الزيارة، وكان رده مع ابتسامته المعهودة «لا يا خوك... هذا حق وواجب».

وحتى في الأيام الأخيرة له بالمستشفى كان يتميز بقوة الإرادة والعزيمة والتوكل على الله على الرغم من شدة الألم... وابتسامته معي حاضرة رحمة الله عليه.

لنتعلم منه... نموذج المسلم المؤمن المبتلى الراضي بقضاء الله وقدره هو وغيره ممن أنعم الله عليهم بالإبتلاء حيث ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الله عبداً ابتلاه»، سواء في الصحة أو المال أو الأهل أو الولد وغيرها من الابتلاءات التي هي بمجملها خير من الله عز شأنه.

الزبدة:

ادعوا لأحبتكم الموتى وتصدقوا عنهم ولا تنسوا زيارة «عيادة» المرضى و«داووا مرضاكم بالصدقة».

عيادة المريض من حقوق المسلم على المسلم... وأسأل الله عز شأنه أن يرحم أخي د. عيد الهيم ويغفر له ويسكنه فسيح جناته هو وجميع موتانا وموتى المسلمين... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي