عتمة الموت أخرجتْها إلى الضوء
دموع فيروز في وداع زياد.. الأم الحزينة ولا مَن يعزيها
لم يَسبق للأيقونة فيروز أن أسقطتْ كل هالة الأسطورة، لتكون فقط «أم زياد»، ملاكها الحارس الذي رحل عن 69 عاماً.
فيروز التي لطالما احتجبت عن الأضواء والصورة، كسرت كل القواعد التي أرستْها، وبدت في وداع «حبيبها» زياد وكأنها «بلا دروعٍ» توارتْ خلفها على مرّ العقود «نجمة النجمات» حارسةِ المجد الرحباني.
إلى الكنيسة حيث سجي نعش زياد، وصلت بين الجموع، مشت وبجانبها ابنتها ريما على وقع ترنيمة «الأم الحزينة»... مكسورة الخاطر والقلب، دخلتْ بخطوات ثقيلة كأن فيها كل الدرب الذي مشته مع العبقري الذي تحوّل منذ رحيل عاصي الرحباني توأم روحها وظلّها.
أمام النعش جلست، وعلى رأسها وشاح، وخلف النظارات السود كل الحكاية بحُلْوها ومُرها... هنا لم تكن «فيروزة لبنان» إلا الأم التي تودع فلذة كبدها، بتماسُكٍ وصلابة لم يُخْفيا دموعاً مسحتْها في صالون الكنيسة حيث حرصتْ على تقبُل التعازي شخصياً.
فيروز هنا... عواجل كانت كافية لتجعل وداع زياد الرحباني حدثاً مزدوجاً جَذَبَ العدسات والقلوب وعشّاق المبدع الكبير وجيلاً لم يسبق أن كان مع «السيدة» وجهاً لوجه، فكيف وهي تمسك بيد ابنها حتى مثواه الأخير بحزن عميق وكأن لسان حالها يقول «انا الأم الحزينة... ولا مَن يعزيها».