الحكومة تواجه صعوبات لتنفيذ وقف إطلاق النار «الهش» في السويداء
الشرع: سوريا ليست ميداناً لمشاريع الانفصال والتقسيم
- دمشق تتهم الهجري بتبنّي «خطاب يستدعي التدخل الأجنبي»
- ساعر: الأقليات في سوريا معرضة للخطر
أكد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، أن سوريا «لن تكون ميداناً لتجارب مشاريع التقسيم أو الانفصال أو التحريض الطائفي»، مشدداً على التزام الدولة «حماية الأقليات» ومحاسبة «المنتهكين» من أي طرف، مع بدء نشر قوات الأمن في السويداء، حيث تواجه الحكومة صعوبة في تنفيذ وقف إطلاق النار، وسط دوي أصوات الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون بعد أيام من إراقة الدماء.
أتى ذلك بعيد ساعات من إعلان واشنطن، اتفاق دمشق وتل أبيب على وقف لإطلاق النار بينهما، بدعم من تركيا والأردن ودول مجاورة، ودعوة المبعوث الأميركي إلى دمشق توماس برّاك «الدروز والبدو والسنة لإلقاء سلاحهم» لوقف التصعيد.
وفي كلمة متلفزة، أكد الشرع التزام «الدولة حماية الأقليات والطوائف كافة، وأنها ماضية في محاسبة جميع المنتهكين من أي طرف كان».
وأضاف «لن يفلت أي شخص من المحاسبة ونتبرأ من جميع الجرائم والتجاوزات التي جرت، ونؤكد على أهمية تحقيق العدالة وفرض القانون على الجميع».
وثمّن «الدور الكبير الذي قامت به الولايات المتحدة في تأكيدها الوقوف إلى جانب سوريا في هذه الظروف الصعبة وحرصها على الاستقرار»، مشيداً بجهود دول عربية وداعمته تركيا وأطراف أخرى.
واعتبر الشرع أن الضربات الإسرائيلية في خضم اشتباكات السويداء، دفعت سوريا «إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها، نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق».
وانتقد «المصالح الضيقة لبعض الأفراد في السويداء»، معتبراً أن «الاستقواء بالخارج واستخدام بعض الأطراف الداخلية للسويداء كأداة في صراعات دولية لا يصب في مصلحة السوريين بل يفاقم الأزمة ويهدد وحدة البلاد».
كما انتقد تصرفات «بعض المجموعات» من العشائر التي«حاولت أن تدافع عن نفسها بشكل منفرد»، مشدداً على أن هذه «التصرفات لا يمكن أن تكون بديلاً عن دور الدولة القادرة وحدها على الحفاظ على هيبتها وسيادتها في كل بقعة من الأراضي السورية».
وأتت كلمة الشرع بعد إعلان وزارة الداخلية بدء انتشار قواتها في السويداء «في إطار مهمة وطنية، هدفها الأول حماية المدنيين ووقف الفوضى»، وفق الناطق باسمها نورالدين البابا.
وأكد أن «الدولة، بكل مؤسساتها السياسية والأمنية، ماضية في مساعيها لاستعادة الأمن والاستقرار في السويداء»، موضحاً أن «قوى الأمن ستسخّر كل طاقاتها سعياً لوقف الاعتداءات وحالة الاقتتال، وإعادة الاستقرار إلى المحافظة».
من جانبه، قال وزير الإعلام حمزة المصطفى، إن «الشيخ حكمت الهجري تبنى خطاباً يستدعي التدخل الأجنبي».
وفي عمان، عقد وزيرا خارجية الأردن أيمن الصفدي وسوريا أسعد الشيباني وبرّاك اجتماعاً أمس، «تناول الأوضاع في سوريا، وجهود تثبيت وقف إطلاق النار حقناً للدم السوري وحفاظا على سلامة المواطنين»، بحسب بيان صادر للخارجية الأردنية.
الهجري
إلى ذلك، أكد الهجري، في بيان صادر باسم الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، أن الاتفاق يشمل نشر قوات من الأمن العام على أطراف المحافظة وخارج حدودها، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع وضبط الأمن.
ودعا المجموعات المسلحة داخل السويداء إلى تجنب أي استفزازات أو تحركات قتالية، حفاظاً على الأمن والاستقرار في المنطقة، وإلى«الاحتكام لصوت العقل لا السلاح».
عشائر الجنوب
كما أصدرت عشائر الجنوب بياناً أكدت فيه التزامها الكامل بوقف كل الأعمال العسكرية، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع واستعادة الاستقرار.
ودعت إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين من أبناء العشائر، معتبرة ذلك خطوة أساسية لبناء الثقة بين جميع الأطراف.
وأكد البيان ضرورة تأمين العودة الآمنة لجميع النازحين إلى مناطقهم من دون أي شروط مسبقة، مشدداً على أهمية فتح قنوات الحوار والتنسيق بين الأطراف المختلفة لتفادي تكرار الأحداث المؤسفة مستقبلاً.
إسرائيل والأقليات
وفي القدس، رأى وزير الخارجية جدعون ساعر أن الأقليات في سوريا معرضة «للخطر».
وكتب على منصة «إكس»، «خلاصة الأمر: في سوريا الشرع، أن تكون من الأقليات، الكردية أو الدرزية أو العلوية أو المسيحية، هو أمر بالغ الخطورة».
وأضاف «لقد ثبت ذلك مراراً وتكراراً على مدى الأشهر الستة الماضية»، مؤكداً أن على المجتمع الدولي« واجب أن يضمن أمن وحقوق الأقليات في سوريا، وأن يرهن قبول سوريا مجدداً في عائلة الأمم، بحمايتهم».
والجمعة، وافقت إسرائيل على السماح للقوات السورية بالدخول إلى منطقة السويداء بشكل محدود خلال اليومين المقبلين.
وأفاد الجيش أمس، بأن عشرات المدنيين عبروا إلى الأراضي السورية في منطقة مجدل شمس، لساعتين، واستخدموا العنف ضد القوات التي حاولت تفريقهم.
عملية على 3 مراحل
تنص المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار على فض الاشتباك بين المجموعات المسلحة داخل السويداء وقوات العشائر العربية، تمهيداً لاستعادة الاستقرار والإفراج عن المعتقلين وإخلاء المحتجزين.
وفي إطار المرحلة الثانية، تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارات وهيئات حكومية مختلفة لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة وتوفير الخدمات الأساسية وإصلاح البنية التحتية بما يلبي الاحتياجات العاجلة ويعزز التهدئة.
وتبدأ المرحلة الثالثة بعد تثبت التهدئة بتفعيل مؤسسات الدولة وانتشار عناصر الأمن الداخلي في كل أرجاء المحافظة بشكل تدريجي ومنظم بما يتماشى مع التوافقات التي جرى التوصل لها سابقاً بما يضمن سيادة القانون تحت مظلة الدولة.
940 قتيلاً
ارتفع عدد القتلى جراء أعمال العنف في محافظة السويداء، منذ الأحد الماضي، الى 940، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأحصى «المرصد»، سقوط 326 مقاتلاً و262 مدنياً من الدروز. في المقابل، قتل 312 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة الى 21 من أبناء العشائر.
كما أفاد بأن الغارات التي شنتها اسرائيل خلال التصعيد، أسفرت عن مقتل 15 عنصراً حكومياً.
وفي السويداء، قال نقيب الأطباء ومدير المستشفى الوطني عمر عبيد، إن «المستشفى مليء بالجثث وبالجرحى... ومعظم الإصابات في الصدر... والأطراف نتيجة الشظايا».