تعظيم الاستفادة من المدارس الحكومية

تصغير
تكبير

بعد تجربة إقامة الحسينيات في بعض المدارس الحكومية، وبالنظر إلى الحاجة الماسّة لتفعيل الأنشطة التعليمية والترفيهية والرياضية والفنية لشرائح واسعة من المجتمع، من الطلبة والشباب وحتى كبار السن والمتقاعدين، تبرز أفكار جديدة قد تكون ذات جدوى إذا ما طُرحت على طاولة الدراسة.

تضم الكويت قرابة ألف مدرسة حكومية بمختلف أنواعها وتجهيزاتها، موزعة على جميع المحافظات. وتتميّز الغالبية العظمى من هذه المدارس بمساحات واسعة تشمل مسارح وملاعب لكرة القدم والسلة واليد وغيرها، إضافة إلى صالات متعددة الاستخدامات. ورغم الكلفة الباهظة التي تتحمّلها الدولة في صيانتها وتجديدها، إلا أن الاستفادة منها تقتصر على العملية التعليمية خلال ساعات الدوام المدرسي، والتي لا تتجاوز ست ساعات يومياً، فضلاً عن فترة العطل المدرسية التي تمتد لثلاثة إلى أربعة أشهر تقريباً التي تتوقف فيها الحياة قريباً في معظم هذه المرافق المهمة.

إنّ التفكير في تعظيم الاستفادة من هذه المرافق التعليمية يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة تحقق أهدافاً متعددة، تتناغم مع خطط التنمية المستدامة، بل وقد تسهم في تحقيق عوائد مالية تساهم في تخفيف العبء عن الميزانية التعليمية. فميزانية التعليم في الكويت تبلغ قرابة مليارين ونصف المليار دينار، يُصرف ما يقارب 90 % منها على الرواتب والأجور، بينما يُخصص نحو 400 مليون دينار لتجهيز المدارس وتشغيلها وصيانتها وتنفيذ المشاريع الإنشائية والخدمات العامة.

ومن بين الأفكار المتماشية مع خطة الدولة وتوجّهاتها، تفعيل النشاط الرياضي خارج أوقات الدوام الرسمي للفئات العمرية كافة، عبر استغلال منشآت المدارس من قبل الأندية أو المدارس الرياضية الخاصة أو الأفراد، لقاء رسوم محددة، أو من خلال دورات مدعومة من الدولة لتنمية المهارات الرياضية. كما يمكن الاستفادة من هذه المرافق في تنمية القدرات الفنية، مثل الفنون التشكيلية والمسرح وغيرها، بما يسهم في شَغل أوقات الشباب بما هو مفيد ومُلائم لاهتماماتهم.

وفي العطلة الصيفية، يمكن طرح بعض المدارس كمواقع للأنشطة الترفيهية أو البرامج الفكرية والثقافية والتكنولوجية والإبداعية. ومن الأفكار المطروحة أيضاً، تقديم دورات تدريبية في المهارات الحياتية والأعمال المنزلية الخفيفة، مثل الدهان، والحدادة، والديكور المنزلي، والأعمال الصحية، لتعليم الأفراد كيفية الاعتماد على الذات في إصلاح الأعطال البسيطة داخل منازلهم.

معالي وزير التربية يبدو أنه شخصية نشطة تحمل رؤية إصلاحية، ويسعى لتقديم أفكار مبتكرة خارج الصندوق التقليدي الذي تأقلمت عليه بيروقراطية وزارة التربية. وقد تكون هذه المقترحات منسجمة مع تطلعاته. وهي تُحقق هدفين رئيسيين:

أولاً: دمج أنشطة المجتمع بالسياسة التربوية والتعليمية، بشكل يتجاوز حدود التعليم الأكاديمي، ليعزز دور المدرسة كمؤسسة تنموية واجتماعية.

ثانياً: تخفيف الأعباء المالية عن وزارة التربية من خلال العوائد الناتجة عن استثمار مرافق المدارس، ما يساهم في رفع مستوى الخدمات التعليمية، خصوصاً في المدارس التي تعاني من أوجه قصور.

آمل أن تلقى هذه الأفكار صدى لدى أصحاب الاختصاص والقرار، وعلى رأسهم معالي وزير التربية المحترم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي