إسرائيل تستهدف دبابات سورية... «لن نسمح بإلحاق الأذى بالدروز»
89 قتيلاً بمواجهات السويداء... ودمشق تتحرّك لـ «الحسم»
- القوات الحكومية تسيطر على قرية المزرعة وتتقدم نحو مدينة السويداء
- «الداخلية» تريد نزع سلاح المجموعات «المنفلتة»
- الرئاسة الروحية للدروز ترفض دخول الأمن العام وتطالب بـ«الحماية الدولية»
- الإدارة الكردية تؤكد «ضرورة احترام التعددية الوطنية»
ارتفعت إلى 89 قتيلاً، حصيلة الاشتباكات المتواصلة في محافظة السويداء جنوب سوريا، بين مسلحين دروز وعشائر مُسلحة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مع دفع قوات الأمن بتعزيزات عسكرية للسيطرة على الوضع.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم دبابات سورية بين بلدتي سجين والسميع في منطقة السويداء، بينما أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن «الضربات الإسرائيلية كانت رسالة وتحذيراً واضحاً للنظام السوري، لن نسمح بالإساءة للدروز في سوريا، إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي».
وأمس، تواصلت الاشتباكات في الريف الغربي للمحافظة ذات الغالبية الدرزية، بحسب «المرصد»، الذي أكد أنها تدور «بين مجموعات من العشائر وعناصر وزارتي الدفاع والداخلية من جهة، ومسلحين دروز من أبناء السويداء من جهة أخرى».
وفرغت شوارع مدينة السويداء من المارّة، فيما شارك عدد قليل من السكّان بتشييع مقاتلين، بينما كانت أصوات القذائف والرصاص الناجمة عن اشتباكات في محيطها لاتزال تسمع.
وأحصى «المرصد» سقوط 89 قتيلاً في الاشتباكات والقصف المتبادل في مدينة السويداء وريف المحافظة، وهم 46 من المقاتلين الدروز إضافة إلى 4 مدنيين هم امرأتان وطفلان، و18 من العشائر، و16 قتيلاً من قوات الأمن، و5 قتلى مجهولي الهوية بلباس عسكري.
ونقلت قناة «الاخبارية» الرسمية عن مصدر في وزارة الدفاع تأكيده مقتل 16 من قوات الأمن، بعدما أعلنت الوزارة نشر الوحدات «العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم».
وشوهدت سيارات محملة بالمقاتلين وارتالاً عسكرية كبيرة تابعة لوزارة الداخلية وسيارات مدنية ودراجات نارية تحمل مسلحين متوجهين نحو خطوط التماس عند أطراف مدينة السويداء، بالإضافة إلى سيارات إسعاف تنقل مصابين من مناطق الاشتباك وتتجه نحو مستشفيات دمشق.
ولاحقاً أمس، سيطرت القوات الحكومية معززة بدبابات وآليات ومئات المقاتلين، على قرية المزرعة، عند مشارف السويداء، حيث عثرت على مستودع أسلحة، وتواصل تقدمها نحو المدينة.
وفي حين دعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء، وحضّت السلطات على التدخل، أعربت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز والتي تتبع لحكمت الهجري، أحد مشايخ العقل الثلاثة في السويداء، عن «رفض دخول» قوات الأمن العام إلى المحافظة، مطالبة بـ«الحماية الدولية».
«فرض الأمن»
وبحسب المرصد السوري، انطلقت «شرارة الاشتباكات السبت بعد اختطاف تاجر خضار درزي من قبل مسلحين وضعوا حواجز على طريق السويداء - دمشق، ليتحوّل بعد ذلك إلى عملية خطف متبادلة».
وأفادت منصة «السويداء 24» لاحقاً، بأنه تم إطلاق سراح المخطوفين من الطرفين ليل الأحد.
لكن «المرصد» أشار إلى أن الاضطرابات الأخيرة تعود إلى «توتّر متواصل منذ اندلاع الاشتباكات ذات الخلفية الطائفية في أبريل» الماضي بين مسلحين من الدروز وقوات الأمن، في مناطق درزية قرب دمشق وفي السويداء، وشارك فيها إلى جانب قوات الأمن مسلحون من عشائر المحافظة.
وأسفرت أعمال العنف تلك عن مقتل 119 شخصاً على الأقل بينهم مسلحون دروز وقوات أمن. وعلى إثرها، أبرم ممثلون للحكومة وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد.
ومنذ مايو، يتولّى مسلحون دروز إدارة الأمن في السويداء، بموجب اتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات. لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من العشائر.
وكتب وزير الداخلية أنس خطاب على موقع «إكس»، أن «غياب مؤسسات الدولة، خصوصاً العسكرية والأمنية منها، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة»، معتبراً أن «لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها».
وفي مقابلة مع قناة «الإخبارية»، قال الناطق باسم وزارة الداخلية نورالدين البابا، إنه «لابد من نزع سلاح كامل المجموعات المسلحة المنفلتة الخارجة على القانون».
بدورها، عبّرت الإدارة الكردية لشمال وشرق سوريا، عن قلقها البالغ إزاء أعمال العنف في السويداء «وما تتعرض له من استهدافات مباشرة وتهديدات تمس أمن وسلامة أبنائها».
ونددت في بيان، بما وصفتها بأنها «انتهاكات يتعرض لها أهل السويداء»، مؤكدة «ضرورة احترام التعددية الوطنية السورية، والاعتراف بحقوق كل المكونات من دون تمييز».
ويُقدّر تعداد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف، يعيش معظمهم في الجنوب حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، شمال غربي البلاد.