الاحتلال يقتل 27 طفلاً يومياً... واستشهد أكثر من 18 ألفاً منذ بدء «حرب الإبادة»
خريطة التفاوض الإسرائيلية «تقضم 40 في المئة من مساحة غزة»
- هجومان صعبان في الشجاعية وخان يونس ومعارك عنيفة «وجها لوجه»
- مقتل أميركي فلسطيني على أيدي مستوطنين في الضفة
في حين تصطدم مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بمسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي، شهد اليوم الـ645 من «حرب الإبادة» سقوط أكثر من 71 شهيداً، في القطاع المنكوب، حيث يسقط يومياً ما يزيد على 27 طفلاً يومياً منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، بحسب منظمة «اليونيسيف».
وذكرت مصادر مطلعة، أن مفاوضات الدوحة «تواجه تعثراً وصعوبات معقدة نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها الجمعة، لإعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحاباً، وتتضمن إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40 في المئة من مساحة قطاع غزة وهو ما ترفضه حماس».
وتابعت أن «خريطة إعادة التموضع التي عرضها الوفد الإسرائيلي تمهد لتطبيق خطة التهجير، بجعل رفح منطقة تركيز للنازحين لتهجيرهم إلى مصر أو عبر البحر، إذ انها تأخذ من القطاع مسافة عميقة على طول الحدود، تصل في بعض المناطق إلى 3 كيلومترات».
وأشارت المصادر إلى أن «خريطة إعادة التموضع تضم أجزاء واسعة من مدينة بيت لاهيا وقرية أم النصر ومعظم بيت حانون وكل خزاعة، وتقترب من شارع السكة في مناطق التفاح والشجاعية والزيتون، وتصل إلى قرب شارع صلاح الدين في ديرالبلح والقرارة».
وأوضحت أن «الخريطة تقضم 40 في المئة من مساحة القطاع، وتمنع 700 ألف فلسطيني من العودة إلى بيوتهم لدفعهم إلى مراكز تجميع النازحين في رفح».
وشددت على أن الحركة «لن تقبل الخرائط الإسرائيلية المقدمة لأنها تمثل منح الشرعية لإعادة احتلال نحو نصف مساحة القطاع وجعل قطاع غزة مناطق معزولة من دون معابر ولا حرية التنقل، مثل معسكرات النازية».
«تقدم» في بعض المسائل
في المقابل، أشار مصدر فلسطيني لـ «فرانس برس»، إلى أن الوسطاء القطريين والمصريين «طلبوا من الطرفين تأجيل التفاوض حول الانسحاب إلى حين وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للدوحة».
وشدد مسؤول مطلع على أن «حماس طالبت بانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق التي تمت إعادة السيطرة الإسرائيلية عليها بعد الثاني من مارس الماضي»، أي بعد انهيار هدنة استمرت لشهرين، متهماً تل أبيب بـ«مواصلة سياسة المماطلة وتعطيل الاتفاق لمواصلة حرب الإبادة».
لكنه أشار إلى «تقدم» أحرز بشأن «مسألة المساعدات وملف تبادل الأسرى» الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ورهائن إسرائيليين محتجزين.
قيود بحرية
ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال في بيان، أنه «ضرب نحو 250 هدفاً» في أنحاء القطاع، تضمنت «مقاتلين ومبان مفخخة ومستودعات أسلحة ومراكز لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات ومواقع قناصة وأنفاقاً وبنى تحتية أخرى».
كما فرض الاحتلال، قيوداً أمنية صارمة على المنطقة البحرية المحاذية للقطاع، محذراً الصيادين والسباحين والغواصين، من أن «الدخول إلى البحر على طول القطاع يعرضكم للخطر».
تحذيرات أممية
إنسانياً، قال الناطق باسم منظمة «اليونيسيف» في فلسطين كاظم أبوخلف، إن إسرائيل تقتل 27 طفلاً يومياً في القطاع منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، مضيفاً أنه «لا يوجد تفسير للإسراف في القتل».
وتابع أن أكثر من 5 آلاف طفل «دخلوا دائرة سوء التغذية في مايو فقط».
ووفقاً لإحصاءات رسمية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بالتعاون مع «اليونيسيف» ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، استشهد أكثر من 18 ألف طفل منذ بدء العدوان.
من جانبها، حذّرت وكالة «الأونروا» من أن انعدام المياه النظيفة في غزة، إلى جانب اكتظاظ الملاجئ وارتفاع درجات الحرارة، قد تؤدي إلى عواقب صحية وخيمة.
وذكرت في بيان أن «800 شخص جائع قُتلوا، بعدما أُطلق عليهم النار أثناء محاولتهم الحصول على القليل من الطعام»، مؤكدة أنه «تم استبدال النظام الفعال بعملية احتيال قاتلة تهدف إلى إجبار الناس على النزوح وتعميق سياسة العقاب الجماعي».
كما حذرت الأمم المتحدة من أن نقص الوقود في غزة بلغ «مستوى حرجاً» يهدد بزيادة معاناة سكان القطاع المدمر بفعل الحرب.
معارك عنيفة «وجهاً لوجه»
ميدانياً، أفاد الناطق باسم جيش الاحتلال، بوقوع «حدثين أمنيين صعبين»، أحدهما في خان يونس (جنوبي القطاع)، والآخر في الشجاعية (شرق مدينة غزة)، بينما أشارت وسائل إعلام بإصابة عدد من الجنود في اشتباكات عنيفة مع «كتائب القسام»، تدور «وجهاً لوجه».
وأعلنت «القسام» من جانبها، تدمير 4 آليات للاحتلال خلال التصدي لتوغل في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
مقتل أميركي
إلى ذلك، طالبت عائلة أميركي فلسطيني، قُتل وفق السلطة الفلسطينية، على يد مستوطنين «وزارة الخارجية الأميركية بإجراء تحقيق فوري وأن تتم محاسبة المستوطنين الإسرائيليين الذين قتلوا سيف الدين مصلط على جرائمهم».
وذكرت العائلة في بيان، أنّ سيف الدين (20 عاماً)، كان يعيش في فلوريدا حيث وُلد، وزار الضفة في أوائل يونيو «لقضاء بعض الوقت مع أقربائه».
وتابعت «هذا كابوس لا يمكن تصوّره، وظلم لا ينبغي لأي عائلة أن تمرّ به».
والجمعة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ مصلط «قضى بعدما تعرّض لضرب شديد في كل أنحاء جسده على يد مستوطنين عصراً في سنجل» شمال رام الله.
من جانبها، أشارت العائلة إلى أنّه «تعرّض للضرب المبرح حتى الموت... أثناء حمايته لأرض عائلته من المستوطنين الذي كانوا يحاولون سرقتها».
وأعلن جيش الاحتلال أنه يحقق في واقعة سنجل.
وفي وقت لاحق، أفادت السلطات الفلسطينية عن استشهاد فلسطيني ثانٍ هو محمد رزق حسين الشلبي (23 عاماً) في المواجهات نفسها «جراء إصابته بطلق ناري في الصدر».
الاعتراف الفوري بفلسطين
وفي لندن، طالب نحو 60 نائباً من حزب العمال البريطاني، في رسالة موجهة إلى وزير الخارجية ديفيد لامي، باتخاذ خطوات فورية لمنع إسرائيل من تنفيذ خطتها في رفح، والاعتراف الفوري بدولة فلسطين.
وحذر النواب، من أن غزة تتعرض لـ «تطهير عرقي».