الخدمات الإلكترونية توقفت داخل كثير من المؤسسات
«حريق رمسيس»... عطّل الحياة في مصر
نحو 20 ساعة تقريباً، كانت الوقت الذي تمكنت خلاله قوات الحماية المدنية في مصر، ومن خلال نحو 50 سيارة إطفاء حديثة ومعدات ثقيلة، من السيطرة على الحريق الذي اشتعل في بناية «سنترال رمسيس»، أو التي يطلق عليها «السنترال المركزي» في شارع رمسيس بالقرب من وسط القاهرة.
وأثناء هذه الساعات عادت النيران للاشتعال مرات عدة، ما عطّل الاتصالات في مصر، وجمّد الخدمات الإلكترونية في كثير من المؤسسات ونواحي الحياة كما توقفت البورصة المصرية عن التداول لأسباب فنية، إضافة إلى أن الحريق الهائل خلف 4 ضحايا، من العاملين في السنترال ونحو 30 مصاباً، يخضع 27 منهم لرعاية صحية، ويتراجع العدد تباعاً مع الشفاء.
وكشفت التحقيقات والتحريات والفحص الأمني عن أن الحريق بدأ داخل إحدى صالات الدور المخصص لاستضافة مشغلي الاتصالات، والذى يضم صالات منفصلة لكل مشغل، وامتد إلى الأدوار الأخرى، على الرغم أن جميع صالات الأجهزة الخاصة بالشركة المصرية للاتصالات مؤمنة بإجراءات أمنية وأنظمة إطفاء ذاتية إلا أن قوة وسرعة النيران عطلت الأجهزة، التي يتم طوال اليوم تبريدها لمنع اشتعال النيران من جديد، في طوابق المبني الـ«10» وهو المبني الذي يبلغ عمره نحو 98 عاماً.
وصباح أمس انتقل فريق من جهات التحقيق إلى مبنى السنترال وعاينوا آثار الحريق و بحثوا في أسبابه، خصوصاً في الطابق السابع، الذي انطلقت منه النيران، كما بدأ المعمل الجنائي الفحص للتعرف على أسباب الحريق وتقرر تشكيل لجنة هندسية لبيان مدى تأثر المبنى بالحريق، في الوقت الذي تم فيه تعطيل السير في شارع رمسيس.
وعثرت قوات الحماية المدنية، في الساعات الأولي من اليوم عند تنفيذ عمليات التبريد على جثامين 4 من المهندسين في السنترال، لقوا حتفهم اختناقاً، بسبب صعوبة خروجهم وسط النيران الشديدة وقررت النيابة دفن جثامينهم.
وقالت وزارة الصحة والسكان إن عدد المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات بلغ 27 مصاباً، إضافة إلى آخرين تم علاجهم بالقرب من موقع الحريق، في الوقت الذي تعطلت فيه أرقام «الإسعاف، الرعاية العاجلة»، وتم استبدالها بأرقام أعلن عنها إعلامياً، في حين تواجدت فرق الهلال الأحمر في موقع الحريق.