مقتل 5 جنود وإصابة 14... وقلق من ازدياد جرأة المُنفّذين
«مكمن بيت حانون» يخترق الردع الإسرائيلي
- ليبرمان: الجنود يقتلون على مذبح الحفاظ على الائتلاف الحكومي
- غولان: سموتريتش وبن غفير لا يريدان إعادة المختطفين بل حرباً أبدية
- «حرب الإبادة» توقع 78 شهيداً فلسطينياً
في اليوم الـ641 من «حرب الإبادة» على غزة، تعالت تساؤلات في الجيش الإسرائيلي، حول الحرب ومستقبلها، في أعقاب المكمن الذي نصبته «حماس» ضد قوات الاحتلال في بيت حانون، ما أدى إلى مقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين، بينهم اثنان جروحهما خطرة، ما فتح باب مخاوف قوية من احتمال الانزلاق في حرب استنزاف منهكة مع الحركة.
ورغم أن المكمن الذي نفذته «كتائب القسام»، لم يكن الأول من نوعه، فقد أحدث عاصفة وموجة غضب وصدمة في إسرائيل، تمثلت في دعوات إلى إنهاء الحرب «من أجل إسرائيل» في حين حافظت الأصوات اليمينية التقليدية على نغمة التشدد، داعية لمواصلة القتال والدفع باتجاه التضييق على المقاومة.
وأفاد الجيش بأن الجنود الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و28 عاماً، «سقطوا خلال القتال في شمال قطاع غزة» الاثنين.
وقال مراسلون عسكريون إن الجنود قتلوا عندما انفجرت عبوات ناسفة محلية الصنع في بيت حانون، وأثناء إجلاء الجرحى، تعرض الجنود لإطلاق نار.
من جهتها، أكدت «كتائب القسام» صباح أمس، عبر قناة الناطق باسمها أبوعبيدة على «تلغرام»، أن «معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبّده كل يومٍ خسائر إضافية ولئن نجح أخيراً في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة؛ فلربما يفشل في ذلك لاحقاً ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون».
واعتبرت أن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالإبقاء على قواته داخل القطاع سيكون القرار «الأكثر غباءً».
ويصف الجيش، المنطقة التي نُصب فيها المكمن بأنها تخضع «لسيطرة عسكرية بمستوى مرتفع»، خصوصاً أن قوات الاحتلال توغلت واحتلت بيت حانون عشرات المرات منذ بداية الحرب.
وتبعد منطقة الانفجار نحو كيلومتر واحد عن السياج الأمني المحيط بالقطاع، ونحو 3 كيلومترات عن بلدة سديروت. ولم تنسحب القوات الإسرائيلية من منطقة بيت حانون خلال فترات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأحد الأسئلة التي تعالت، كانت حول عدم تمكن الجيش من جمع معلومات ورصد دخول خلية مقاتلين إلى المكان وزرع 4 ألغام مع نظام لتفجيرها عن بعد.
ونقلت الإذاعة عن ضابط رفيع المستوى في غزة، ان «تهديد الألغام هو التهديد الرقم واحد على قواتنا في القطاع»، وذكرت أن أكثر من 70 في المئة من الجنود الذين قُتلوا في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، استهدفوا جراء تفجير ألغام. و27 جندياً من بين 38 الذين قُتلوا منذ استئناف الحرب على غزة، في مارس الماضي، استهدفوا بالألغام خلال كمائن أو بتفخيخ مبان.
وأضافت أن «الجيش يرصد جرأة» لدى مقاتلي «حماس»، في الأسابيع الأخيرة، «وخلافاً للفترة الماضية، فإنهم لا يهربون أو يزرعون الألغام مسبقاً ويفجرونها عن بعد، وإنما يخرجون من فتحات أنفاق ومن تحت الأنقاض، ويقاتلون، كما أنهم ينصبون كمائن ويطلقون النار من داخلها، رغم أنهم يعلمون أن هذا يزيد مخاطر كشفهم، ويواصلون الاشتباك مع القوات التي تحضر لإنقاذ الجنود المصابين».
وتابعت أن «التصوير هو جزء لا يتجزأ من الهجوم، وهو جزء من الإنجاز. يلتقطون صوراً بجودة عالية للهجوم، وأحيانا من زوايا عدة، كي تتمكن حماس من نشر التوثيق».
وذكرت إذاعة الجيش أن قوات الأمن تلمس في الأسابيع الأخيرة تصعيداً نوعياً في أنماط عمل منفذي «حماس» في غزة.
وقُتل ما لا يقل عن 445 جندياً منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وفق حصيلة أعدتها «فرانس برس».
وفي واشنطن، قال نتنياهو، عبر منصة «إكس»، «كل إسرائيل تنحني بحزن وتنعي جنودنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في معركة هزيمة حماس وتحرير جميع رهائننا».
ونشرت وسائل إعلام صورة لرئيس الوزراء وقد بدا متجهماً أثناء إبلاغه بالكمين خلال وجوده في البيت الأبيض.
وأكد زعيم المعارضة يائير لابيد أنه و«من أجل المقاتلين، من أجل عائلاتهم، من أجل الرهائن، من أجل دولة إسرائيل، يجب إنهاء هذه الحرب».
ونددت النائبة في الكنيست ميراف بن آري بمواقف الوزراء الداعين إلى مواصلة الحرب.
وقال رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، إن «جميع الجنود الذين قتلوا في الأشهر الأخيرة لم يقتلوا دفاعاً عن أمن إسرائيل بل على مذبح الحفاظ على الائتلاف الحكومي».
في المقابل، أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتس، أنه لا يمكن الانتصار في الحرب بهذا الأسلوب في إدارة المعارك، وطالب بمحاصرة مناطق القتال و«استنزاف العدو قبل أن يواجه مقاتلينا».
ودعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إلى إعادة فريق التفاوض من الدوحة.
وقال رئيس حزب الديمقراطيون يائير غولان، إن «سموتريتش وبن غفير يتباهيان بإفشال الصفقات، إنهما لا يريدان إعادة المختطفين بل يريدان حرباً أبدية».
وفي القطاع المدمر، أكدت مصادر في مستشفيات غزة، أن عدد شهداء «حرب الإبادة» تجاوز الـ 78 منذ فجر أمس.