تصاعد مشهود لدرجة الحرارة... في البلاد وحول العالم

يوليو... مستعر!

تصغير
تكبير

- مبارك الهاجري: الربع الخالي كان «جنة خضراء» قبل آلاف السنين... وفق دراسة دولية
- نحتاج لفهم السياق المناخي التاريخي لنتمكّن من تحقيق التوازن البيئي
- عادل السعدون: الاحتباس الحراري السبب الرئيسي لارتفاع درجات الحرارة عالمياً
- سكان أوروبا أكثر شعوراً بارتفاع الحرارة... والتنبؤ بأعلى معدل صعب
- بدر العميرة: العواصف الجدارية تكررت… والجفاف يتفاقم حول العالم
- التغيرات نتيجة خلل بيئي يؤثر على الإنسان والحيوان والنبات

مع تصاعد موجات الحر التي تشهدها البلاد والعالم، تتزايد الدراسات العلمية التي تسعى لتقديم تفسير لما يحدث، وسط توقعات لمتخصصين بأن يشهد يوليو الجاري معدلات حرارة مستعرة.

في هذا الصدد، يستشهد رئيس الجمعية الكويتية لعلوم الأرض، الدكتور مبارك الهاجري، بدراسة حديثة نُشرت في مجلة Communications Earth & Environment، شاركت فيها جامعات ومراكز بحوث عالمية مرموقة، تكشف عن تاريخ مناخي خصيب لمنطقة الربع الخالي، يعيد تعريف العلاقة بين المناخ والجيولوجيا والبشر في شبه الجزيرة العربية.

ويضيف الهاجري بأن الدراسة، التي شاركت فيها جامعات مثل «الملك عبدالله للعلوم والتقنية» و«جنيف» و«جريفيث»، سلّطت الضوء على تغيرات بيئية طبيعية أثرت في واحدة من أصعب الصحارى، وأن الجفاف ليس دائماً نتيجة للاحتباس الحراري البشري، بل جزء من دورة مناخية طبيعية.

وأكد أهمية فهم هذه الديناميكيات للسيطرة على العوامل التي يمكننا التأثير فيها، لتحقيق توازن بيئي مستدام.

وبيّن الهاجري أن الدراسة قدمت مساهمة علمية محورية لفهم ديناميكيات المناخ في منطقة شبه الجزيرة العربية، ووثّقت فترة من التغير البيئي الطبيعي الذي غيّر معالم واحدة من أقسى البيئات الصحراوية في العالم. وأشار إلى أن الدراسة تذكّرنا بأن المناخ بطبيعته متغير، والجفاف ليس دائماً نتيجة الاحتباس الحراري البشري، بل قد يكون جزءاً من دورة أرضية طبيعية أعمق»، مستدركاً بالقول: «مسؤوليتنا اليوم تكمُن في فهم هذا السياق والتحكم في العوامل التي يمكننا التأثير عليها، لضمان توازن بيئي مستدام».

ولفت إلى أن «نتائج الدراسة بينت أن الربع الخالي، المعروف اليوم كأحد أكثر الصحاري جفافاً في العالم، مرّ بين 11000 و5500 سنة قبل الميلاد، بفترة مناخية رطبة عُرفت بـ(الحقبة الخضراء)، وبفعل زيادة هطول الأمطار في تلك الحقبة، تكوّن نظام بيئي غني بالأنهار والبحيرات الداخلية».

بحيرات ضخمة

وقال الهاجري: «كانت الجبال المحيطة بالربع الخالي، وعلى رأسها جبال الحجاز، وعسير، وجبال عمان، هي المصادر الرئيسية لتغذية السيول والأنهار التي جرفت المياه نحو قلب الصحراء. وقد تراكمت هذه المياه في أحواض مغلقة، مشكلةً بحيرات واسعة، من بينها بحيرة عملاقة غطّت أكثر من 1100 كيلومتر مربع بعمق وصل إلى 42 متراً، قبل أن تفيض وتشكّل وادياً بطول 150 كيلومتراً أعاد رسم تضاريس المنطقة».

وتابع: «تُظهر الأدلة الرسوبية والتحاليل الجيوكيميائية والطبقية أن هذه التغيرات المناخية لم تكن ناتجة عن أي تدخل بشري، بل تعود إلى تغيرات دورية في العوامل الفلكية للأرض، مثل ميلان المحور والمدار (دورات ميلانكوفيتش). وقد تسبّبت هذه الدورات في تناوب الفترات الرطبة والجافة على مدى ملايين السنين، مما يدعم فكرة أن الجفاف والتصحر ظواهر طبيعية تكررت عبر العصور».

وشدّد على أن الدراسة «لا تنفي تأثير الأنشطة البشرية في تسريع وتيرة التغير المناخي الحالي، لكنها تضعه في سياق أشمل وأعمق، فالأرض شهدت مسبقاً تقلبات مناخية واسعة النطاق دون تدخل الإنسان، غير أن الفرق اليوم يكمن في سرعة التحوّل المناخي وكثافته، وهو ما يشير إلى دور الإنسان كمسرّع لا كمُسبب وحيد».

احتباس حراري

بدوره، أكد رئيس الجمعية الفلكية، عادل السعدون، لـ«الراي»، أن «درجات حرارة الأرض، بشكل عام، تزداد، ومَنْ يشعر بهذه الزيادة بشكل أكبر هم سكان الدول الأوروبية، والسبب الرئيس لهذا الارتفاع هو الاحتباس الحراري»، مشيراً إلى أن «من الصعب التنبؤ بالمعدلات القياسية التي قد تسجلها درجات الحرارة».

خلل بيئي

في السياق، قال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء بدر العميرة، إن «الجفاف زاد وبتنا نشهد عواصف جدارية بمعدلات متزايدة، بعد أن كانت تأتي مرة واحدة في العام، وزاد كذلك معدلات الغبار، وهذه المؤشرات المتكررة تدل على وجود خلل بيئي. هذه التغيرات المناخية تؤثر على الإنسان والحيوان والنبات».

ولفت العميرة إلى أن «شهر يوليو سيشهد معدلات مرتفعة من الحرارة العالية، مع تنامي تراكم الغبار، نتيجة استمرار الرياح الهابطة الشمالية الغربية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي