أردوغان يصف الكاريكاتور بأنه «استفزاز حقير»
غضب في تركيا يُشعله رسم «مُسيء للقيم الدينية»
هاجم مئات المتظاهرين في اسطنبول مجلة تركية ساخرة لنشرها رسماً كاريكاتورياً مسيئاً دينياً، وذلك غداة صدامات تلت اعتقال صاحب الرسم وصحافيين.
ورغم إغلاق وسط اسطنبول وحظر التجمّعات في محيط ساحة تقسيم وجادة الاستقلال التجارية، تجمّع نحو 300 شخص داخل مسجد تقسيم وحوله حيث نددوا بالرسم الذي نُشر في مجلة «ليمان» المعارِضة، وهتفوا «ليمان... لا تنسوا شارلي إيبدو».
ويشكّل ذلك إشارة تحمل تهديدات مبطّنة بتكرار الهجمات التي استهدفت المجلّة الفرنسية الساخرة في السابع من يناير 2015، وأدّت إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين.
من جانبه، وصف الرئيس رجب طيب أردوغان نشر الرسم بأنه «استفزازٌ مشين».
وقال «هذا استفزازٌ واضح، مُقنّعٌ بروح الفكاهة... جريمة كراهية».
وأضاف «لن نسمح لأحد بالنيل من قيمنا المقدسة، مهما كان الأمر... من يُسيء سيُحاسب أمام القضاء».
واعتبر عمر جيليك، الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، ان الرسم «جريمة كراهية معادية للإسلام».
ودارت صدامات مساء الإثنين في جادة الاستقلال بين محتجّين والشرطة، بعد الإعلان عن اعتقال صاحب الرسم وثلاثة من زملائه الصحافيين.
وبدأ الأمر عندما قام عشرات الأشخاص الغاضبين بمهاجمة حانة يرتادها موظفو المجلة، وسرعان ما تصاعدت حدّة الاشتباكات وشارك فيها نحو 300 شخص. وردّت الشرطة بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجّين.
وفي اتصال مع «فرانس برس»، نفى رئيس تحرير المجلة تونكاي أكغون الذي كان مسافراً إلى الخارج، وجود أي نية خبيثة.
وقال إنّ الرسم يعود لمسلم قُتل في غزة خلال القصف الإسرائيلي.
في الأثناء، صدرت ستة أوامر اعتقال بحق محرّرين وموظفين في المجلّة، متهمين بنشر رسم «يسيء صراحة إلى القيم الدينية».
وذكر وزير الداخلية علي يرلي كايا انّ أربعة منهم، بينهم رسام الكاريكاتور، أوقفوا. وأشار إلى أنّ «هؤلاء الأفراد الوقحين سيحاسبون على أفعالهم أمام القضاء».
ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثّق قيام عناصر من قوات الأمن بتوقيف الرجال الأربعة واقتيادهم من منازلهم في الليل وبعضهم حفاة.
وفي منشور على منصة «إكس»، أكدت المجلة أنّ «الرسام أراد إظهار العدالة للشعب المسلم المضطهد عبر تصوير مسلم قتله إسرائيلي، ولم يكن يقصد أبداً التقليل من القيم الدينية». واعتذرت للقراء الذين شعروا بالإساءة.
