حروف نيرة

الفضول آفة نفسية

تصغير
تكبير

الفضول والتطفل على حياة الغير من أسوأ العادات وأقبح التصرفات؛ فإن الفضول ظاهرةٌ سلبيةٌ، ويتفاوت ظهورها في المجتمعات أو الأسر، حيث تحترم المجتمعات والأسر الراقية خصوصيات الأفراد وتنبذ التدخل والفضول، وفي مجتمعات أو أسر أخرى يُعتبر الفضول عندهم من الأمور الطبيعية، وليس له أي آثار سيئة على العلاقات الاجتماعية.

الفضولي لا يستوعب أن الفضول والتطفل صفة مذمومة غير مقبولة، بعيدة عن الأدب والذوق، والعجيب من أمر الفضولي أنه قد يتضايق من الأشخاص الذين لم يجيبوا عن أسئلته المزعجة؛ فتراه يقاطعهم ولا يعلم أنه صاحب سلوك سيئ.

من الطرق السيئة التي يسلكها الفضولي، حضور المجالس دون دعوة، ومحاولة التدخل في حديثهم والتركيز على الأخبار التي تدور بينهم، ومنهم من يراقب الناس في ذهابهم وإيابهم، ويكثر الأسئلة والثرثرة في كل فرصة تفتح له باب التدخل؛ كالذي يشاهد سيارة جديدة عند جاره لا يتحمل الانتظار ليطرح أسئلته، وقد يظل خارج البيت يتسلى بأي شيء، ويحوم حول البيت، ومجرد أن يلتقي بالجار يبدأ بالأسئلة؛ هل هي جديدة أم مستعملة؟ وكم السعر؟ ولماذا بعت واشتريت؟ أو موظف انتقل من مكان عمله، انهالت عليه الأسئلة والرسائل والاتصالات لمعرفة الأسباب والتفاصيل من زملاء لا علاقة له بهم، وبالفعل رأينا ذلك في أماكن العمل.

أغلب المتطفلين والفضوليين هم العاطلون والفاشلون الذين لا عمل لهم؛ ولذلك يقضون وقتهم بالتدخل في شؤون الآخرين، ويقدمون أفكاراً تزيد من البلاء، ونقل أخبار فيها إزعاج للناس، ومن أسباب التطفل وكثرة الأسئلة والثرثرة؛ أن صاحبها مصاب بآفة وعقدة نفسية يسعى لتنفيسها عن طريق معرفة أسرار الآخرين، حتى لو كانت بالمراقبة وسؤال العاملين لديهم عن أحوالهم في البيت.

لكل شخص خصوصيات لا يحب أن يطّلع عليها أحد، ومن الطبيعي أن يجد الفضولي ردة فعل فيها إحراج كبير؛ فـ«من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه».

لابد أن يكون لك موقف حازم مع كل فضولي في حياتك، زميل العمل وزميل الدراسة والجار والمجالس العامة؛ فإنك تُوقف كل مزعج عند حده بأسلوب لطيف غير مباشر، وتنصحه بصورة ذكية تشير إلى مساوئ وأضرار التطفل، ومشاكل التدخل في حياة الناس وأسرارهم؛ فالإنسان يشغل نفسه بتحسين أخلاقه وإصلاح عيوبه، ولا يشغل نفسه بما عند الناس فيزعجهم ويضيق عليهم.

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي