«غولدمان ساكس» يرجح بلوغ البرميل 110 دولارات إذا انخفضت التّدفّقات للنّصف 30 يوماً
«هرمز» يُربك توقّعات مستثمري النفط وحركة النّاقلات
ارتفعت أسعار النفط في جلسة متقلبة بعد تحرك الولايات المتحدة مطلع الأسبوع للانضمام إلى إسرائيل في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، إذ يعكف المستثمرون على تقييم احتمالات تعطل إمدادات نفطية على خلفية الصراع الآخذ في التصاعد، ولامست عقود خامي برنت وغرب تكساس الوسيط في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوياتهما في 5 أشهر عند 81.4 دولار و78.4 دولار للبرميل على الترتيب قبل أن يتخليا عن مكاسبهما ويتحولا إلى الخسائر في التعاملات الأوروبية الصباحية والعودة لاحقاً إلى الارتفاع بنحو واحد %.
وأظهرت بيانات تتبع السفن أن ناقلتي نفط عملاقتين على الأقل غيرتا اتجاههما قبل الوصول إلى مضيق هرمز بعد الضربات العسكرية الأميركية على إيران، إذ دفعت أعمال العنف التي تشهدها المنطقة منذ أكثر من أسبوع السفن إلى تسريع أو إيقاف أو تغيير مسار رحلاتها، بعدما أقر البرلمان الإيراني الأحد إغلاق المضيق، لكن أي خطوة من هذا النوع تتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.
وقال بنك غولدمان ساكس في تقرير صدر أول من أمس، إن خام برنت ربما يصل إلى ذروة لفترة وجيزة عند 110 دولارات للبرميل إذا انخفضت تدفقات النفط عبر الممر المائي الحيوي إلى النصف لمدة شهر، وإذ ظلت منخفضة 10 % خلال 11 شهراً التالية.
وظل البنك بذلك يفترض عدم وجود تعطل كبير في إمدادات النفط والغاز الطبيعي، وإضافة حوافز عالمية لمحاولة منع حدوث انقطاع مستمر وضخم.
وأثار قرار واشنطن الانضمام إلى الضربات الإسرائيلية على إيران توقعات بارتفاع سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل. وبلغ خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أعلى مستوياتهما في 5 أشهر (أمس) في جلسة شهدت تقلبات بينما يقيم المستثمرون المخاطر المحتملة على الإمدادات (رويترز).
وأوضحت بيانات أن أسعار الشحن لناقلات النفط العملاقة، التي يمكنها حمل ما يعادل مليوني برميل من الخام، ارتفعت بأكثر من المثلين خلال أسبوع لتتجاوز 60 ألف دولار يومياً.
وجاء في بيانات لكبلر ومجموعة بورصات لندن، أن ناقلة النفط الخام العملاقة (كوزويسدوم ليك) وصلت إلى المضيق الأحد قبل أن تعود أدراجها متجهة جنوباً، وعادت أمس، مستأنفة رحلتها نحو ميناء زيركو في الإمارات، فيما اتخذت ناقلة النفط العملاقة (ساوث لويالتي) مساراً مشابها وبقيت خارج المضيق أمس. وكان من المقرر أن تُحمّل الناقلة النفط الخام من ميناء البصرة العراقي، وفقاً لبيانات كبلر ومصدرين بقطاع الشحن، فيما كان مقرراً أن تُحمّل الناقلة كوزويسدوم النفط الخام في زيركو لتسليمه إلى الصين. واستأجرتها شركة يونيبك، وهي الذراع التجارية لشركة سينوبك الصينية الحكومية.
وذكرت شركة سنتوسا شيب بروكرز، ومقرها سنغافورة، أن عدد ناقلات النفط الفارغة التي دخلت الخليج انخفض 32 % خلال الأسبوع الماضي، بينما انخفضت أعداد الناقلات المغادرة 27 %عن مستويات أوائل مايو.
وأظهرت بيانات تتبع السفن على منصة مارين ترافيك أن حركة الناقلات الأخرى شهدت أيضاً تغيرات، حيث أبحرت مجموعة منها بالقرب من عُمان، بينما تستخدم سفن تحمل العلم الإيراني المياه الإقليمية الإيرانية، فيما أبحرت ناقلة المواد الكيماوية (كوهزان مارو) باتجاه المضيق قبل أن تغير مسارها لتبقى في خليج عُمان. وأظهرت البيانات أن ناقلة النفط (ريد روبي) وناقلة المواد الكيماوية (ماري سي) أبحرتا أيضاً باتجاه المضيق قبل الرسو قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، وكانت الناقلات الثلاث في طريقها للتحميل.
وذكرت شركتا نيبون يوسن وميتسوي أو.إس.كيه لاينز اليابانيتان للشحن، أنهما ستواصلان عبور المضيق، لكنهما أصدرتا تعليمات لسفنهما بتقليل وقت البقاء في الخليج، وقال عدد من تجار النفط والمحللين إنه تم تحذيرهم من تأخيرات محتملة في الشحن لأن السفن تنتظر دورها خارج المنطقة.
وينتظر المتداولون رد طهران على الضربات الأميركية، ويبدو أنهم استبعدوا عموماً إغلاق المضيق، في الوقت الراهن، خصوصاً أنّ ارتفاع الأسعار «سينحسر في نهاية المطاف مدفوعاً باحتمال إطلاق الاحتياطات الإستراتيجية، خصوصاً في الولايات المتحدة والصين»، وفقاً لأولي هانسن من ساكسو بنك، علماً بأن إيران ثالث أكبر منتجي النفط الخام في منظمة «أوبك».