سكان تل أبيب يفرّون من المدينة حفاظاً على حياتهم
إسرائيل تنقل «نوايا التهدئة»... وإيران تنتظر الردّ على الأميركيين
- «يديعوت أحرونوت»: على ترامب فرض وقف نار... الآن
- الصواريخ الإيرانية تقطع الكهرباء عن آلاف المنازل في أشدود
- إسرائيل تشهد أطول مدة إطلاق لصفارات الإنذار منذ بدء الحرب
أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، بأن الولايات المتحدة «نقلت عبر مسؤولين عرب، رسالة إلى إيران تشير إلى رغبة إسرائيل في إنهاء العمليات القتالية قريباً».
غير أن إيران، بحسب الصحيفة، ردّت بأنها غير مستعدة لإنهاء القتال في الوقت الراهن، معتبرة أن عليها الرد على الهجمات الأميركية التي استهدفت منشآتها النووية.
وفي السياق، أعرب مسؤولون إسرائيليون عن أملهم في أن تعود طهران إلى طاولة المفاوضات وتتنازل عن برنامج تخصيب اليورانيوم ضمن صفقة محتملة مع واشنطن.
كما أكدوا استعداد بلادهم لتنفيذ ضربات جوية مستقبلية على أهداف إيرانية في حال رُصدت خطوات لاستئناف البرنامج النووي أو إعادة بناء البنية التحتية المرتبطة به.
وأشارت الصحيفة أيضاً، إلى النموذج الإسرائيلي في لبنان، حيث تتواصل الهجمات على مواقع «حزب الله» رغم وجود اتفاقيات لوقف إطلاق النار، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تنوي تطبيق نهج مشابه في الملف الإيراني.
تزامن ذلك مع إعلان الجبهة الداخلية، رصد إطلاق 4 موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية خلال 20 دقيقة من شمال إسرائيل إلى جنوبها.
وأفادت القناة الـ13، بأن 4 صواريخ إيرانية ضربت 3 مواقع في الجنوب وواحد في الشمال، وأعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية إصابة منشأة إستراتيجية تابعة لها جنوباً، وتحدثت عن اضطرابات في تزويد الكهرباء بعد القصف.
وأشارت القناة إلى أن هذه أطول مدة إطلاق لصفارات الإنذار منذ بدء الحرب في 13 يونيو الجاري.
وأوضحت الجبهة الداخلية أن صواريخ أطلقت باتجاه عسقلان جنوباً، بينما تحدثت وسائل إعلام عن سقوط صاروخ جنوب القدس المحتلة.
كما دوت صفارات الإنذار في مناطق الشمال والوسط وفي مناطق متفرقة بمرتفعات الجولان المحتلة.
وأعلن وزير الطاقة إيلي كوهين، عن انقطاع الكهرباء عن 8 آلاف المنازل في أشدود، إثر موجات القصف الإيرانية.
هروب سكان تل أبيب
وذكرت القناة العبرية 12، أن سكان تل أبيب القدماء لا يتذكرون مثل هذه الأوضاع، كانوا يتجولون بسياراتهم زمناً طويلاً من أجل العثور على موقف لسياراتهم لكنهم يجدون اليوم مواقف كثيرة فارغة، وذلك لأن سكاناً كثيرين «لاذوا بالفرار من المدينة حفاظاً على حياتهم».
وتقع معظم مساكن تل أبيب في بنايات قديمة لا ملاجئ فيها ولا غرف محصنة، وكان السكان ببساطة لدى وصول صواريخ من قطاع غزة يختبئون تحت السلالم، لكن الصواريخ الإيرانية، بدلت الأوضاع.
«حرب استنزاف»
وذكر المحلل العسكري في صحيفة «يسرائيل هيوم» يوآف ليمور، أن القلق الأساسي في إسرائيل هو أن تمتنع إيران عن الرد على الهجوم الأميركي ضدها، وأن تركز استهدافها على إسرائيل على شكل حرب استنزاف، خصوصاً وأن «الحركة في إسرائيل مشلولة، منذ أيام، وليس واضحاً ما هي المدة التي بمقدورها الاستمرار على هذا الحال، فيما ستتآكل إنجازاتها مع مرور الوقت، ويتوقع أن تتفاقم الأضرار الاقتصادية والمادية، ومن ضمن ذلك التقارير حول نقص متزايد بالصواريخ الاعتراضية».
وأضاف ليمور أن الرأي السائد في جهاز الأمن أنه «يجب استغلال نقطة الذروة الحالية من أجل تقييد إيران باتفاق (نووي) صارم، وإلى جانبه عقوبات مشددة، تشمل القضية النووية وصنع الصواريخ ونشر الإرهاب».
وفي موازاة ذلك، «بإمكان إسرائيل التقدم، وهو ما يأملونه في واشنطن أيضاً، نحو توسيع اتفاقات أبراهام في الطريق إلى إبرام تحالفات عسكرية وسياسية واقتصادية إقليمية قوية، وتضع مصاعب أمام ترميم قدرات إيران».
وأشار إلى أن «من السابق لأوانه الحكم على نتائج الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية».
وفيما يتحدثون في إسرائيل علناً عن «سيناريو يشمل استسلاماً إيرانياً»، أفاد ليمور بأنه في محادثات مغلقة يأملون بتعميق التدخل الأميركي، وأن يقود ذلك إلى إسقاط النظام في الجمهورية الإسلامية.
من جانبه، رأى المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع، أن على إسرائيل مطالبة الرئيس دونالد ترامب، بأن «يفرض على إيران وعلينا وقف إطلاق نار. وليس بعد أسبوعين أو شهر، وإنما الآن، لأننا وصلنا إلى النقطة التي بعدها ستتراجع الإنجازات والأثمان المحتملة سترتفع».