وجع الحروف

اللسان... أخطر جارحة!

تصغير
تكبير

جوارح الإنسان سبعة: «العين، الأذن، اللسان، البطن، الفرج، اليد، الرجل». وأخطرها في وقتنا الحاضر زمان السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي هو اللسان.

في الحديث الشريف، قال الرسول صلى الله عليه وسلم «من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة». وحديث آخر عن المسلم الأفضل «من سلم المسلمون من لسانه ويده».

فلماذا يعد اللسان من أخطر الجوارح؟

أحياناً يتحدث الإنسان عن أحبة له من باب النميمة والغيبة من حالة اللاشعور فهو قد أوقع ضرراً بالغاً في ذلك الإنسان المقصود وأهله ومحبيه، وأحياناً كثيرة في الوطن ككل.

«شوف» وسائل التواصل الاجتماعي خاصة بالأوضاع الأقليمية الملتهبة وستعلم أن الحرب النفسية قد أخذ بها للتأثير على القناعات وغرس روح إما تشاؤمية وإما تفاؤلية... إما مع وإما ضد بعض التوجهات.

لا تقتنع بكل ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي حيث إن أغلبه مدفوع الثمن أو له أجندات تخفى على الكثير منا.

هناك فقط استثناء واحد أعطاه الله لعباده المظلومين بحيث يحق لهم الدعوة جهراً على من ظلمهم، وخلاف ذلك من التأويلات والتغريدات والأحاديث غير المستندة على حقائق صريحة معلنة فتعتبر من آفات اللسان التي قد توقع صاحبها في نار جهنم. فالرسول صلى الله عليه وسلم، قال في الحديث «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم».

أما الحديث عن الإصلاح الإداري فحكمه مثل محاربة الفساد، بمعنى أن أصحاب الخبرة والمعرفة والمشهود لهم بالنزاهة وحسن السيرة والسلوك عندما يتحدثون بحرقة عن الإخفاقات التي بعضها يصل إلى حد الفساد فهم في الغالب يوجهون النصيحة لينعم العباد والبلاد في أمان ويحقق الازدهار والتنمية التي ينشدها الجميع.

بعض الشواهد السلبية في منظومتنا الإدارية تشير إلى أنها نتاج تراكمات غرست نماذج من الفساد وقد يطول الوقت في سردها وسبل مكافحتها.

والشاهد، ان اللسان يجب أن يصان... ولنبحث عن الحقيقة من مصدرها فالتبين «التحقق» منهج شرعي واجب علينا اتباعه.

لا يكن حكمنا على مسؤول أو زميل فقط لأننا سمعنا من طرف أطلق العنان لهوى نفسه وبث السموم لأسباب مجهولة.

إن الشفافية هي الأساس للتعامل مع ما يروج له من إشاعات خصوصاً في ما يخص الإصلاح الإداري.

الزبدة:

أنصح الجميع بالحذر من الوقوع في انعكاسات جارحة اللسان فــ«قل خيرا أو اصمت» وعلى الجميع من المسؤولين فتح القلوب قبل الاذان لكل فرد متخصص يوجه النصيحة بغية الوصول إلى حالة الازدهار والنمو... وعلى المستوى الاجتماعي، خذ المعلومة من مصدرها ولا تلتفت لمصادر الأخبار ووكالة «يقولون» كي ننجو جميعاً... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي