ربيع الكلمات

الرحلة الأخيرة... و«السيلفي» الأخير!

تصغير
تكبير

طائرةً تتبع الخطوط الجوية الهندية تحطمت وقتل جميع ركابها في أحمد أباد، وكان عدد ركابها 242، فيما نجا شخص واحد يتلقى العلاج في المستشفى، وأعلن وزير الطيران الهندي عن فتح تحقيق رسمي في سبب تحطم طائرة بوينغ 787-8 دريملاينر، وأفاد أن التحقيق الحكومي اتبع الإجراءات التي وضعتها منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو).

وصرح كامبل ويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة طيران الهند، بأن معرفة سبب تحطم الطائرة ستستغرق من المحققين بعض الوقت، مؤكداً أن الشركة تبذل قصارى جهدها للمساعدة، وذكرت شركة بوينغ الأميركية لصناعة الطائرات أنها «تعمل على جمع المزيد من المعلومات» حول الحادث، وأنها مستعدة لدعم شركة الطيران الهندية، وهذه هي المرة الأولى التي تتحطم فيها طائرة 787 دريملاينر.

وأفاد خبير طيران أن مساعد الطيار على متن رحلة الخطوط الجوية الهندية سحب جناح الطائرة بدلاً من سحب عجلات الهبوط، ما تسبب في تحطمها، وأنه يشتبه في وجود خطأ بسيط للغاية في قمرة القيادة عندما طُلب من مساعد الطيار سحب العجلات، ما أدى إلى عواقب وخيمة. وذكر: «هذا ما أعتقد أنه حدث، مرة أخرى أيها الناس، هذا مجرد رأيي. أعتقد أن الطيار قال لمساعده استعد في الوقت المناسب. أعتقد أن مساعد الطيار أمسك بمقبض الجناح ورفع الجناحان، بدلاً من العجلات. إذا حدث ذلك، فهذا يفسر إلى حد كبير سبب توقف الطائرة عن الطيران».

وقد أرسلت واشنطن خبراء أميركيين في مجال السلامة الجوية، إلى جانب مسؤولين من شركة بوينغ، الشركة المصنعة للطائرات، وشركة جنرال إلكتريك إيروسبيس المصنعة للمحركات.

وكان من بين الركاب «جوشي» وهو مهندس برمجيات هندي يعيش في لندن منذ نحو 6 سنوات، وقد نجح في تأسيس مسيرة مهنية ناجحة، حلمه الجميل كان جمع شمل عائلته، الزوجة الدكتورة كومي فياس وثلاثة أطفال، ليعيشوا معه في لندن ويبدأوا حياة جديدة مليئة بالفرص.

وقبل يومين من الرحلة وانطلاق الطائرة إلى الرحلة الأخيرة، بدأت الزوجة كومي، إجراءات الاستقالة، وتم تجهيز الحقائب، وأرسلت العائلة صورة سيلفي سعيدة أثناء توافدهم على مطار أحمد آباد، قبل الإقلاع، بالطائرة الهندية الرحلة رقم AI 171 المتجهة إلى لندن، بدأ الحلم يتحقق... لكن الطائرة تحطّمت بعد ثوانٍ من الإقلاع عن المدرج وتحطمت في مبنى كلية طبية في ميجاني ناجار، ما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم والركاب بمن فيهم العائلة إلا الناجي الوحيد.

وتم تداول صورة مفجعة لعائلة جوشي، وهم يبتسمون جميعاً، الأب والأم وأطفالهم الثلاثة، قبل الإقلاع مباشرة، حيث لم يكونوا يعلمون أن هذه الابتسامة ستكون الأخيرة في الرحلة الأخيرة، وأنهم سيفارقون الحياة بعد دقائق قليلة، وانتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي صور العائلة بسبب تأثيرها وكمية الإنسانية التي تحتويها.

وتناقلت وسائل إعلام عربية ووسائل التواصل الاجتماعي الحدث بصورة مؤثرة، ذكرت أن «السيلفي الأخير» للعائلة التُقط قبل دقائق من الكارثة، وكانوا في كامل سعادة الفرحة باستقبال مستقبلهم الجديد، السيلفي الأخير أصبح رمزاً مأسوياً للصورة الأخيرة التي جمعتهم، مليئة بالأمل قبل الفاجعة، وقد كانت الرحلة بمثابة الخطوة الأخيرة لتحقيق حلم لم يكتمل للأسف.

قصته تذكّرنا بمدى هشاشة الحياة، وأهمية السعي لتحقيق الأحلام مع تقدير كل لحظة نعيشها وتقدرونها مع من تحبون، وجمال وجوهر الحياة يكمن في اللحظة الحالية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي