تحدّثت عن «شو بدو» و«خليني معاك»

تانيا قسيس لـ «الراي»: ... انتفاضة وتَجَدُّد فني

تانيا قسيس
تانيا قسيس
تصغير
تكبير

طرحتْ الفنانة اللبنانية تانيا قسيس أغنية «شو بدو» بأسلوبٍ متجدّد، معتمدة على توزيع جديد وإطلالة استعراضية راقصة أظهرت من خلالها جانباً مختلفاً عن الذي عرفها الناس من خلاله.

قسيس، التي تعيش أيضاً نجاح أغنيتها الجديدة «خليني معاك» تحدثت لـ«الراي» عن آخِر أعمالها وعن سبب التحول في الفن الذي تقدمه ودور «السوشيال ميديا» في كل ذلك.

• كيف تتحدثين عن أغنيتك الجديدة «خليني معاك» التي لاقت نجاحاً لافتاً لا يقلّ عن نجاحاتٍ سابِقة حَقَّقْتِها من خلال أعمال كنتِ قدّمتِها بهذه اللهجة أيضاً؟

- هذه الأغنية هي الثالثة لي باللهجة المصرية، وهي من كلمات مصطفى ناصر وألحان عمرو مصطفى، وتم تصويرها بطريقة الفيديو كليب في عدد من القرى الجميلة في لبنان تحت إدارة المخرج إبراهيم كسرواني، ما أضفى عليها طابعاً بصرياً ساحراً. كما تُمَثِّل هذه الأغنية التعاونَ الثاني بيني وبين الملحن عمرو مصطفى بعد نجاح أغنية «حكايتك فيا» التي كانت باللهجة المصرية أيضاً.

• وقبْلها بأيام قليلة أعدتِ توزيع وطرْح أغنية «شو بدو» بتوزيع جديد، فهل هذا يعني أنك لم تكوني راضية عن النسخة الأولى؟

- بل كنتُ راضية عنها تماماً، ولكنني شعرتُ بأنها لم تَنَلْ حقَّها وأنها بحاجة لإعادةِ توزيعٍ بطريقة مختلفة، وهذا ما فعلتُه وكانت النتيجة مُرْضية جداً، الأمر الذي يؤكد أن بعض الأغنيات لا تنجح بسبب سوء توقيت طرْحها أو بسبب التوزيع الذي يلعب دوراً كبيراً في نجاح الأغنية ويُحْدِث فارقاً كبيراً فيها ويَجعل الناس يتفاعلون معها رقصاً وإحساساً مع أن موضوعها هو نفسه.

ولم أنشر الأغنية بنسختها الجديدة في الإذاعات وفي محطات التلفزيون، بل اكتفيت بنشرها في «السوشيال ميديا» فأحبّها الناس ولفتت نظرهم وسمعهم ولامست أحاسيسهم بسهولة.

• حتى إطلالتك وحركاتك بدت أكثر عفوية ومختلفة مقارنةً مع إطلالاتك السابقة؟

- كنتُ أحاول أن أبرهن أن الإنسان عندما يكون مرتاحاً مع نفسه يمكنه أن يؤدي بطريقة مختلفة. وكنت في هذه الأغنية مرتاحة كثيراً مع نفسي ومع «اللوك» الذي ظهرتُ فيه أثناء الغناء، وكنتُ أعرف أنني اخترتُ نوعاً من الملابس لم يَعْتَدْ الناس على مشاهدتي بها، ولكنها بالنسبة إليّ لم تتعدّ حدود الاحتشام.

وحتى على مستوى الحركات فقد ظهرتُ بطريقة تشبه شخصيتي الحقيقية في حياتي اليومية والتي لا يراها الناس على المسرح. وصحيح أن «السوشيال ميديا» فيها جزء مزيّف، ولكنها تفضّل الشخص الذي يكون على طبيعته. وتطبيق «تيك توك» يميل إلى كل ما هو طبيعي وهو أكثر منصة تصل إلى الناس. والقريبون مني يعرفون أنني ظهرتُ في الأغنية المُصِوَّرة كما أنا في الحياة العادية.

• هل يمكن القول إنك قمتِ بانتفاضة فنية؟

- نعم، ولكن هذه الانتفاضة لم أقم بها بمفردي، بل بمساعدة أشخاص أثق بهم، لأنه يفترض أن أسلّم صورتي إلى أشخاص أكون متأكدة تماماً من أنهم لن يُلْحِقوا الأذى بي ولن يقدّموا لي نصيحة في غير مكانها، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة إليّ.

يوجد في شخصيتي جانبٌ أجنبيّ كوني كبرتُ وعشتُ في فرنسا، ونوع الموضة التي أحبها قريب من الغرب، كما أن شخصيتي هي خليط من الثقافة العربية والثقافة الغربية. وأنا متمسكة كثيراً بالوطن وثقافته، ولكنني أملك في الوقت نفسه عقليةً أجنبيةً، وأحب هذا الخليط في هويتي. وعندما أتعاون مع فريق معيّن، فهذا يعني أنني أسلّم نفسي لهم وأنني أريد أن أُبْرِزَ الجانبَ الذي يَعرفه المقربون مني في شخصيتي ولكن لا يعرفه الناس، ولذلك يجب أن يكون خط الموضة مناسباً وراقياً وقد حصل تشاور كبير بيننا وتمسّكتُ كثيراً بما أنا مقتنعة به.

• وما الذي تَغَيَّرَ فيك وهل كان «للسوشيال ميديا» دور في ذلك؟

- بل اشتغلتُ على نفسي كثيراً. وعندما كنت تلميذة في المدرسة تعرّضتُ للكثير من التنمّر لأنني كنت سمينة إلى حد ما، وعشتُ مع هذه العقدة التي لازمتْني وكبرتُ وأنا أفكّر كيف يمكن أن أبدو نحيلة، ولذلك قمتُ بالتركيز على هذه النقطة مع نفسي كي أتوقف عن التفكير في نظرة الناس إلا وأن أركّز على كيف يمكن أن أكون سعيدة بنفسي ومع نفسي بعيداً عن التفكير بأن هذا يُناسِبُني وذاك لا يُناسِبُني.

• وهل تابعتِ هذا الأمر مع مُعالِج نفسي؟

- كلا، بل قررتُ أن أفعل ذلك بمفردي وأن أجد حلاً لكل شيء يزعجني.

• وهل هذا يعني أننا سنودّع تانيا القديمة؟

- كلا، بل لاأزال نفسي ولم أتغيّر أبداً. صحيح أن هناك نقلةً وتفاصيل جديدة، والسبب أن الإنسان يتجدّد ويتغيّر ويَنضج، ولكنني أحب كل خطوة فنية قمتُ بها ولا أرغب في تغيير أي شيء. وكل ما كان يهمّني أن أصل فنياً إلى المكانة التي أريدها. وآخِر ألبوماتي كان فيه أوركسترا وأغنيات باللغة الفصحى ومواضيع مهمة. وعندما حققتُ ما كنتُ أطمح إليه رغبتُ في التغيير.

الموسيقى جزء من حياتنا وهي لغة عالمية فيها من كل شيء. وعندما أُسأل عن النوع الموسيقي الذي لا أحبه أقول إنه لا يوجد نوع معيّن لأن كل نوعِ له وقته، فهناك نوع موسيقى نسمعه كي نرتاح، ونوع ثان من أجل أن نرقص، وثالث كي نبكي، ولكن يهمّني أن أحترم جمهوري من خلال الكلمات التي أختارها والشكل الذي أطلّ فيه والموسيقى التي أقدّمها. وإذا تمكنت من توفير هذه العناصر الثلاثة، أكون راضية جداً لأنني أشعر بأنني أحترم جمهوري.

• وهل ستطلين على المسرح بـ«اللوك» نفسه الذي ظهرتِ من خلاله في أغنية «شو بدو»؟

- أقدم نوعيْن من الحفلات، الأولى تَحضرها شخصيات رسمية وفي هذه الحالة أكون مجبَرة على التقيد بإطلالة معينة، والثانية هي حفلات الجاز والحفلات الوطنية وأكون بإطلالة مختلفة تماماً. والناس يعرفونني أكثر من خلال الحفلات الرسمية عدا عن أنني لستُ متواجدة كثيراً إعلامياً، ولذلك هم كوّنوا الطابع الرسمي عن إطلالاتي. ولكن مَن يتابعني جيداً ويتابع حفلاتي يَعرف أنني أظهر فيها كما ظهرتُ في أغنية «شو بدو» لأنني عفوية جداً على المسرح.

• هو تجدد فني؟

- نعم، وحتى الفنانين المخضرمين يتجددون فنياً. وكلنا شعرنا بالاستغراب وقلنا إن ماجدة الرومي تغيّرت عندما قدّمت أغنية «اعتزلت الغرام»، مع أن الأمر كان طبيعياً جداً، إذ لا يمكن للفنان أن يتمسّك بما يقدمه دائماً، بل هو يبحث عن التجديد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي