يعقد في باريس ويُعدّ منصة إستراتيجية لتعزيز التعاون الخليجي ـ الفرنسي
فرنسا والكويت... شراكة اقتصادية واعدة تنطلق من مؤتمر «رؤية الخليج 2025»
- يعقد اليوم وغداً برعاية الرئيس ماكرون ويجمع وزراء ومستثمرين ومبتكرين
- أكسيل بارو: الكويت شريك إستراتيجي في خريطة «فرنسا 2030»
- فرنسا أول مستثمر أوروبي وثامن مستثمر عالمي في الكويت
- 89 شركة فرنسية في الكويت... و2100 وظيفة وفرص توسع في قطاعات جديدة
- الصحة والتعليم والطاقة المتجددة... مشاريع فرنسية مرتقبة في السوق الكويتي
بمشاركة نخبة من ممثلي الحكومات وقادة الأعمال وصناع القرار، تستضيف باريس مؤتمر «رؤية الخليج 2025»، اليوم وغداً، في حدث سنوي تعول عليه فرنسا لتدشين عهد جديد من التعاون مع دولة الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد مدير منطقة الشرق الأدنى والأوسط في وكالة «بيزنس فرانس، التي تنظم الحدث، أكسيل بارو، في لقاء مع وكالة «كونا»، اليوم، أن المؤتمر المرتقب يشكل منصة إستراتيجية لتعزيز الشراكات التي تقيمها فرنسا في مختلف المجالات مع دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما الكويت.
وأوضح بارو أن المؤتمر، الذي يعقد تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يتبنى ثلاث أولويات رئيسية، منها تعزيز الشراكة الاقتصادية المستدامة عبر تحويل نقاط التقاطع مثل التحول في مجال الطاقة والذكاء الاصطناعي والصحة والزراعة المستدامة والنقل والتعليم والسياحة إلى اتفاقيات ملموسة تدعم إستراتيجيات التنويع الاقتصادي لدى دول الخليج.
وأضاف أن الأولوية الثانية تتمثل في توفير جسر لرؤوس الأموال الخليجية بما في ذلك الكويت نحو أوروبا عبر تجميع وزراء وصناعيين ومبتكرين في باريس لصياغة إستراتيجيات استثمار على المستويين الفرنسي والأوروبي.
وتابع أن المحور الثالث يركز على جعل الابتكار المستدام أساساً للتعاون عبر مناقشات تتعلق بقطاع الطاقة والهيدروجين بالإضافة إلى تقنيات الصحة والذكاء الاصطناعي في إدارة المياه والنفايات.
مكانة إستراتيجية
وأشار بارو إلى أن الكويت تحتل مكانة إستراتيجية وطبيعية في هذا الإطار، لاسيما أن «رؤية الكويت 2035» تتماشى مع خريطة طريق «فرنسا 2030»، لافتاً إلى أن المؤتمر شهد في دورته السابقة مشاركة شخصيات كويتية بارزة، مما يعكس «اهتماماً واضحاً بتطوير العلاقات».
وأكد أن نسخة 2025 من المؤتمر تمثل نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية بين فرنسا ودول الخليج، من خلال ربط «فرنسا 2030» بالرؤى الخليجية، وتحويل النقاش إلى تعاون تطبيقي ومشاريع عملية، موضحاً أن «المؤتمر يوفر للشركات الفرنسية مدخلاً مباشراً لصناع القرار الخليجيين والعكس صحيح وهو ما يسهم في بناء شراكات طويلة الأمد».
وكشف عن أن فرنسا هي أول مستثمر أوروبي وثامن مستثمر عالمي في الكويت، حيث «تلعب دوراً محورياً في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والنقل، وأن أكثر من 50 في المئة من الشركات الأوروبية في الكويت هي شركات فرنسية توافر أكثر من 2100 وظيفة».
وأضاف أن هناك تنامياً في التعاون في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات والتكنولوجيا الخضراء، وهو ما يتماشى مع سياسة التنويع الاقتصادي في الكويت.
كما أشار إلى أن فرنسا تعد رابع عميل للكويت وعاشر مزود لها في السوق، مؤكداً أن القطاعات ذات الأولوية للتعاون تشمل الصحة والتحول في الطاقة والرقمنة والسلع الفاخرة والصناعات الثقافية والإبداعية.
الابتكار في الطاقة
ولفت بارو إلى أن «قطاع الصحة بالكويت يمثل 5.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وشهد استثمارات واسعة لتطوير البنية التحتية وتعزيز الوقاية والعلاج، كما أن فرنسا تملك خبرة صناعية وتقنية في هذا المجال».
وأكد أن الابتكار والتحول في مجال الطاقة هما عنصران أساسيان في مؤتمر «رؤية الخليج 2025» حيث تمتلك فرنسا تقنيات متقدمة في مجالات مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين وإدارة النفايات والزراعة المستقبلية.
وذكر أن فرنسا تملك 89 شركة عاملة في الكويت وتتمتع بثقة السوق الكويتي، خصوصاً في مجالات المنتجات الفاخرة والصحة والتجميل والبنية التحتية والغذاء.
وبين أن «بيزنس فرانس» تواكب سنوياً نحو 2000 شركة فرنسية في مشاريعها بمنطقة الخليج، وتوفر دعماً ميدانياً يشمل تنظيم بعثات عمل ولقاءات ودراسات سوق وخدمات للشركات الناشئة، إضافة إلى تسهيل تنقل الكفاءات الشابة.
ودعا بارو المستثمرين الكويتيين إلى المشاركة في مؤتمر «رؤية الخليج 2025»، في باريس مشيراً إلى أن الفعالية تهدف إلى تحويل التواصل إلى عقود ملموسة وبناء شراكات إستراتيجية تتخطى حدود المعارض الموقتة.
وقال إن المؤتمر سيركز على مشاريع محددة في الكويت، مثل تطوير البنية التحتية الصحية والمطارات والموانئ والطاقة الشمسية وإعادة التدوير وإدارة المياه والذكاء الاصطناعي والرياضة والتعليم المهني والزراعة الذكية.
كما أكد أن «بيزنس فرانس» توافر للشركات الكويتية الراغبة في دخول السوق الفرنسية مستشارين متخصصين وخدمات مرافقة تشمل دراسة السوق القانونية والمالية وتنظيم اللقاءات وتوفير الدعم الحكومي وربط المستثمرين بالمراكز البحثية.
وختم بارو حديثه بدعوة صناع القرار ورجال الأعمال الكويتيين إلى الانخراط في الحوار الاقتصادي الطموح والمفتوح الذي تمثله «رؤية الخليج 2025»، مؤكداً أن فرنسا منفتحة على شراكات طويلة الأمد قائمة على الابتكار والتنمية المشتركة.
جلسات رفيعة المستوى
يتضمن برنامج المؤتمر سلسلة من الجلسات الرفيعة المستوى، أبرزها جلسة «مخططات 2030» التي تعقد على المستوى الوزاري لمناقشة الرؤى الإستراتيجية البعيدة المدى لدول الخليج وفرنسا.
كما تشمل الفعاليات جلسة «الابتكار من أجل الاستدامة»، التي تسلط الضوء على مستقبل إدارة المياه والنفايات وموارد الطاقة من خلال حوار استشرافي يضم نخبة من المختصين.
تشجيع الاستثمارات الأجنبية
ينظم المؤتمر «بيزنس فرانس»، وهي وكالة استشارات حكومية رائدة تعنى بتعزيز التنمية الدولية للاقتصاد الفرنسي والعمل على تحفيز النمو الموجه نحو التصدير للشركات الفرنسية، إلى جانب تشجيع وتسهيل الاستثمارات الأجنبية المباشرة في فرنسا.
أولويات المؤتمر:
1ـ تعزيز الشراكة الاقتصادية المستدامة
2ـ توفير جسر لرؤوس الأموال الخليجية نحو أوروبا
3ـ استدامة الابتكار كأساس للتعاون في المجالات الحيوية