أخذت من خطبة الجمعة الماضية التي كانت حول كيفية استغلال الإجازة الصيفية واغتنامها للترويح عن النفس بعد عام دراسي تخلله التعب والكد والمصابرة من الآباء والأمهات تجاه الأبناء الطلاب والطالبات.
في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».
أرى أن الصحة ما دام الله قد أنعم عليك بها، فتستطيع أن تكد وتجتهد وإذا أنعم الله على الإنسان بحسن البصيرة والتدبر والتأمل فزيارة المرضى تجعل منه فرداً صالحاً ويتوجه بحمد الله وشكره على النعم التي منّ الله عليه بها، فالله عز شأنه قال «لئن شكرتم لأزيدنكم».
أما وقت الفراغ، فنرى أنه واجب الانتفاع منه بما هو مفيد وصالح وقد تكون المجالس «المجالس مدارس» أحد الأماكن التي يقضي فيها الأغلبية أوقات فراغهم... فالمجلس الذي يكثر فيه الحديث غير النافع من «حش» وغيبة ونميمة نرى أن الابتعاد عنه أفضل... هذا بالنسبة لعامة الناس.
لكن بالنسبة لوقت الفراغ عند بعض إخواننا المسؤولين عن تلبية احتياجاتنا... هو نوع من نمط مختلف.
يوجد نمط معمول به يطلق عليه «العقلية التأملية ـ Reflective Mindest» وهو عبارة عن حالة تأملية يختلي فيها القيادي بذاته ليسأل عن المطلوب منه لتوفير ما تقتضيه مسؤولياته وواجباته القيام بها.
وهنا بالنسبة للعقلية التأملية تستدعي أن تكون الإجابة عن التساؤلات بصدق كي يكون نموذجاً للمسؤول المخلص في عمله ويتطلع لمرضاة الله عز شأنه.
عادت بي الذاكرة إلى عام 2016 حينما كان الحديث حول استغلال الجزر والمنطقة الشمالية الاقتصادية وعبرت مبحراً في حالة العقلية التأملية: لماذا نحن متأخرون؟... أين المشكلة؟
في الغالب وحسب المنظور الإستراتيجي فإن خطأ اليوم هو إستراتيجية الغد وذلك من خلال وضع خطة عمل تصحيحية لتجاوز العقبات التي حالت بيننا وبين الإنجاز على أرض الواقع.
وعندما استعرضت حالة الكثير من أحبتنا من الآباء والأمهات ممن أثقلت كواهلهم بالأعباء المالية من مصاريف وديون أجبرتهم الحاجات الماسة لها ومصدر الدخل شبه الثابت من سنوات كثيرة على الرغم من ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية والتضخم ومتطلبات الأسرة وأفرادها من طلاب وطالبات... لم أجد الإجابة!
الزبدة:
لنستغل وقت الفراغ من قبل الآباء والأمهات بسبل تعود بالنفع والترويح عن النفس لهم ولأولادهم وبناتهم خلال العطلة الصيفية، أما أحبتنا المسؤولين فيا حبذا لو يسرعون في المشاريع الكبرى بما فيها رفع جودة التعليم والرعاية الصحية والطرق وتنويع مصادر الدخل وتحسين المستوى المعيشي وكبح جماح رفع الأسعار... الله المستعان.
Twitter: @TerkiALazmi