«مادلين» هي السفينة الـ36 ضمن تحالف أسطول الحرية، والذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007م.
أبحرت السفينة من ميناء كاتانيا الإيطالي، باتجاه قطاع غزة مطلع يونيو 2025، تحمل 12 ناشطاً من جنسيات متعددة، إضافة إلى مساعدات إنسانية.
وسمّيت السفينة بهذا الاسم نسبة لأول فتاة فلسطينية احترفت صيد السمك في غزة منذ 2014، وهي (مادلين كُلاب) وقد فقدت الفتاة والدها في العدوان الصهيوني على غزة بعد اندلاع الحرب أكتوبر 2023، كما قام الصهاينة بقصف قاربها ومصدر رزقها الذي تعيل به أسرتها مارس 2025.
قامت القوات العسكرية الصهيونية يوم الإثنين الماضي باقتحام السفينة قبل وصولها إلى المياه الإقليمية لغزة، واقتادوها إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، واعتقلوا جميع الناشطين الذين كانوا على متنها، وهم ينتمون إلى دول غربية عدة، منها السويد وفرنسا وألمانيا والبرازيل وإسبانيا وهولندا، بالإضافة إلى ناشط من تركيا، ومراسل قناة الجزيرة.
لقد تحرك هؤلاء النشطاء وخاطروا بحياتهم استنكارا للإبادة الجماعية وسياسة التجويع التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد أهل غزة، أغلبهم لا يجمعهم مع أهل غزة لا دين ولا لغة، لكن حركتهم الإنسانية، ورفضهم لهذا العدوان.
فضحتنا السفينة وأصحابها، لأنها أحرجت ملياري مسلم و57 دولة إسلامية، عجزوا -رغم مرور سنة و8 أشهر- عن منع العدوان أو إدخال المساعدات!
أحرجت دولاً كان بإمكانها استخدام الضغط السياسي والاقتصادي والإعلامي من أجل إيقاف العدوان لكن للأسف لم تفعل!
لقد أحرجت سفينة مادلين شعوباً لاتزال تمرح وتلعب في وقت يقتل فيه إخوانهم من أطفال ونساء وشيوخ، تُقطّع أشلاؤهم، وتُحرق أجسادهم، ويموتون جوعاً!
أحرجت السفينة مشايخ شرعيين يُخذّلون عن نُصرة غزة، ويهاجمون ويطعنون ويشككون فيمن يضحون بأنفسهم من أجل الدفاع عن غزة وأهلها!
هل ستُحرك سفينة مادلين الضمائر؟ هل ستبعث الأموات وهم على الأرض أحياء؟!
نقول: لعلّ وعسى.
X: @abdulaziz2002