مسيرة دولية تنطلق نحو القطاع للمطالبة بفك الحصار ووقف «الإبادة»
الاحتلال يعتقل طاقم «مادلين» ويمنع مساعدات إطعام جائعي غزة
في اليوم الـ84 من استئناف «حرب الإبادة» على غزة، أعلن "تحالف أسطول الحرية"، أن جيش الاحتلال اختطف المتضامنين الدوليين على متن سفينة «مادلين» التي كانت في طريقها إلى غزة، في حين انطلقت مسيرة تضامنية دولية مع القطاع، في إطار فعالية تهدف لكسر الحصار.
وليل الأحد - الإثنين، سيطرت قوة «كوماندوس» بحرية على السفينة الإغاثية واحتجزت جميع الناشطين على متنها إثر تهديدات بمنع وصولها إلى قطاع غزة، ومطالبتها بالعودة.
وذكرت وزارة الدفاع أن جميع ركاب السفينة سالمون، وسيعودون إلى بلدانهم.
وبث الجيش صوراً لاعتقال جميع النشطاء الأجانب الذين كانوا على متن «مادلين».
وكانت الإذاعة العسكرية نقلت عن مصدر، إن الناشطين سيخضعون للتحقيق في قاعدة عسكرية بميناء أشدود، كما سيعرض عليهم فيلم عن أحداث 7 أكتوبر 2023.
وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أن مصلحة السجون تستعد لاحتجاز النشطاء، وجهزت لهم زنازين منفصلة بسجن غفعون في الرملة.
وكان على متن السفينة الشراعية، 12 ناشطاً فرنسيا وألمانياً وبرازيلياً وتركياً وسويدياً وإسبانياً وهولندياً، أبحروا من إيطاليا في الأول من يونيو، «لكسر الحصار الإسرائيلي» على غزة الذي يعاني وضعاً إنسانياً كارثياً.
وخلال الليل، أعلن تحالف أسطول الحرية الذي سيّر الرحلة أن الجيش الإسرائيلي اعترض المركب.
وتابع أن «الاتصال انقطع مع السفينة مادلين، الجيش الإسرائيلي صعد على متن السفينة»، مضيفاً أن القوات «اختطفت» طاقم السفينة.
وإلى جانب الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، تشارك في الرحلة، النائبة الأوروبية الفرنسية الفلسطينية ريما حسن من أوساط اليسار.
وندد تحالف «أسطول الحرية» بـ«انتهاك واضح للقوانين الدولية»، مؤكداً أن الاعتراض تم في المياه الدولية.
وقالت تونبرغ في مقطع فيديو سجّلته مسبقاً «إذا شاهدتم هذا الفيديو، يعني أنه تم اعتراضنا واختطافنا في المياه الدولية».
تنديد دولي
ووصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إسرائيل بأنها «دولة مجرمي حرب»، بينما وصفت إيران اعتراض السفينة، بـ «القرصنة»، ونددت تركيا بـ«الهجوم الشائن» على النشطاء.
وأعربت باريس عن رغبتها في «تسهيل العودة السريعة إلى فرنسا» لرعاياها الستة الذين كانوا على متن السفينة، في حين استدعت إسبانيا القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية، احتجاجاً.
وجرت أمس، وقفات احتجاجية في لندن وبرلين دعماً للسفينة. وانتقد المحتجون صمت حكوماتهم على حصار غزة.
وفي رام الله، قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن منع السفينية من إيصال المساعدات «عمل قرصنة منظم يعكس طبيعة حكومة الاحتلال اليمينية».
ونددت «الجهاد الإسلامي» و«حماس» بـ«الانتهاك الصارخ للقانون الدولي».
مسيرة تضامنية
في موازاة ذلك، انطلقت، الأحد، مسيرة تضامنية دولية مع غزة، بمشاركة آلاف الناشطين من 32 دولة، يخططون للوصول إلى حدود القطاع عبر معبر رفح البري، لإدخال مساعدات إنسانية والتعبير عن دعمهم للشعب الفلسطيني والمطالبة بفك الحصار ووقف "حرب الإبادة".
شهداء «لقمة العيش»
ميدانياً، استشهاد 47 فلسطينياً وأصيب 388، أمس، في مجازر جديدة استهدفت رفح ومدينة غزة وجباليا ومخيم النصيرات، فيما وسعَّت القواتُ من عملياتِها في خان يونس جنوباً، مطالبة بإخلاء فوري لـ14 منطقة شمال القطاع.
وأفادت معلومات بسقوط 14 شهيداً وإصابة أكثر من 100 من طالبي «لقمة العيش»، أمس، في مناطق توزيع المساعدات التابعة لمنظمة «غزة الإنسانية» الأميركية.
وبحسب مركز غزة الإعلامي في غزة، سقط نحو 130 شهيداً وأصيب نحو ألف خلال الأسبوعين الماضيين في مراكز المساعدات الأميركية - الصهيونية.