أكثر من 1.6 مليون مسلم أدوا في جبل الرحمة ركن الحج الأعظم
الحج عرفة... «لبيك اللهم لبيك»
- انخفاض 90 في المئة في حالات الإجهاد الحراري للحجاج مقارنة بالعام الماضي
في مشهد إيماني مهيب، توافد أكثر من 1.6 مليون مسلم إلى صعيد عرفات الطاهر، لأداء ركن الحج الأعظم، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين، داعين الله أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
وتسابق الحجاج للصعود إلى «جبل الرحمة» في مشاهد ازدانت بها أرجاء مشعر عرفات المقدس، وسط تعالي أصوات «لبيك اللهم لبيك»، رافعين أكفهم بالدعوات.
ورغم الحر الشديد وتحذيرات السلطات بعدم التعرّض للشمس مباشرة خلال ساعات الذروة، تحدّى بعض الحجّاج الحرارة وصعدوا جبل عرفات أو تجمّعوا عند سفحه، فيما حملت غالبيتهم مظلات ملوّنة.
ووزّعت السلطات أكياس ثلج على الحجّاج وهم يسيرون نحو الجبل عند الظهر، ووضع بعضهم الأكياس الصغيرة على رؤوسهم.
وأدَّى حجاج بيت الله الحرام، صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة، الذي امتلأت جنباته بالحجيج.
واتسمت عملية انتقال جموع الحجيج من منى إلى عرفات بالانسيابية والمرونة، حيث واكبت قوافلهم متابعة أمنية مباشرة لتنظيمها حسب خطط التصعيد والتفويج، وإرشادهم، وتأمين السلامة اللازمة لهم.
وبعد الغروب، توجه الحجاج إلى مشعر مزدلفة الذي يتوسط عرفات ومِنى، للاستراحة والمبيت هناك، تمهيداً للعودة إلى منى صباح اليوم الجمعة لرمي الجمرات ثم الذبح والحلق قبل أداء طواف الإفاضة واستكمال المناسك.
وسجّلت وزارة الصحة انخفاضاً بنسبة 90 في المئة في عدد حالات الإجهاد الحراري بين الحجاج مقارنة بالعام الماضي، وذلك ضمن جهود المنظومة الصحية بالتكاتف مع الجهات الحكومية للتصدي للمخاطر الصحية، تماشياً مع مستهدفات برنامج «تحول القطاع الصحي»، وبرنامج «خدمة ضيوف الرحمن» المنبثقين عن رؤية المملكة (2030)، التي تسعى إلى تمكين ضيوف الرحمن من أداء المناسك بأمان وصحة.
وأكدت أن الانخفاض جاء نتيجة تعزيز التدخلات الوقائية، وتكثيف التوعية الصحية، والتنسيق بين المنظومة الصحية والجهات الحكومية، ما أسهم في حماية صحة الحجاج من الإجهاد الحراري وتمكينهم من أداء المناسك بيُسر وطمأنينة.
ضيوف الرحمن
أعلنت الهيئة العامة للإحصاء، أن إجمالي أعداد الحجاج هذا العام بلغ 1.673.230 حاجّاً وحاجّة، منهم 1.506.576 قدموا من خارج السعودية عبر المنافذ المختلفة.
وبلغ عدد حجاج الداخل 166.654، من المواطنين والمقيمين.
وبيَّنت الهيئة في نتائجها الإحصائية، أن عدد الحجاج الذكور من الإجمالي العام لأعداد حجاج الداخل والخارج بلغ 877.841، بينما بلغ عدد الحاجَّات 795.389.
«جبل الرحمة»
بدموع الفرح، قالت المصرية إيمان عبدالخالق إنها كانت تحاول المجيء إلى الحج منذ عشر سنوات.
وشرحت السيدة الخمسينية، وهي تقف قرب جبل عرفات، «هذا حلم كبير كنت فقدت الأمل في تحقيقه».
وقال أحمد رجب، وهو مصري الجنسية يبلغ من العمر 44 عاماً «لا أفكر لا في شمس ولا في درجة حرارة، لأن الوقوف في عرفة شيء عظيم».
وأضاف «نحن على جبل الرحمة، كأن الرحمة فعلاً نزلت علينا».
أمّا علي البالغ 33 عاماً، الذي جاء من باكستان، فقال «هذا شيء اعتدتُ رؤيته سنوياً على شاشة التلفزيون خلال موسم الحج».
وأضاف، وهو ينظر إلى جبل عرفات، «أحاول الوصول إلى هنا... منذ ثلاث سنوات. أشعر بنعمة كبيرة».
وقالت زينب لوو من السنغال، «لا أعرف حقاً إذا كان باستطاعتي وصف ما أشعر به لأنه شعور رائع حقيقة».
وأضافت «نحمدالله على كل ما أعطانا، كل ما حققه لنا من أمنيات بالقدوم إلى هنا، وما يمنحنا دوماً».