(50 درجة مئوية)... بدأ الصيف بحرارته الحارقة التي تزداد مع أخبار غزة والسودان واليمن ولبنان وإيران... ومع توترات عالمية سياسية واقتصادية تنذر بمستقبل مجهول ومخيف للشرق الأوسط بخاصة وللعالم بشكل عام..
وعلى الرغم من أن التاريخ سجل على صفحاته حكايا صراعات إنسانية قديمة بين حضارات طُمِست بفعل الريح والرمال، لكنْ مازال الإنسان متلهفاً لتكرار المأساة ذاتها بالأهداف والأسلوب نفسيهما!
ذهبتُ يوماً مع صديقة لي إلى داخل منطقة المهبولة، وهي إحدى مدن المنطقة العاشرة لدينا في الكويت... منطقة خاصة بعمال الشركات والموظفين.
وبناء على نصيحة صديقة فلبينية ذهبنا إلى مطعم فلبيني هناك، لنجرب طبق حلوى مشهوراً في الفلبين، ويدعى «هلو هلو»، ومعناه بالعربية (المخلوط)، وبالفعل كان الاسم على مسماه؛ فقد وجدناه طبقاً خليطاً من الحليب المبخّر والثلج، مع فاصولياء، ويقطين، ومانغا، وجوز هند، ومجموعة من الفواكه والمكسرات والسُّكّر، وأخيراً كرة آيس كريم تزيّن الطبق.
اعتذرتُ يومها من معدتي، وتلقيت توبيخاً حادّاً من صديقتي بسبب تلك التجربة، وأنا الآن لا أنصح مرضى السكري بتجربة ذلك الطبق، مع أنني يومها كنت تحت تأثير تجربة اجتماعية.
الحلويات والسكريات من أهم أسباب الأمراض المزمنة والخطيرة في الوقت الحالي، بل وغالباً ما ينصح الأطباء مرضاهم بأن يخففوا من السكريات لاستعادة عافيتهم، ولإنقاص الوزن، بل ويقول العديد من الاختصاصيين إن السكريات هي التي تؤثر بشكل مباشر على البشرة وانتشار البثور فيها.
السؤال الأهم: كيف لعشاق الحلويات والسكريات أن يتخلصوا من هذا التعلق والإدمان، والبدء بحياة صحية خالية من السكريات والحلويات؟
صديقتي الدكتورة انتصار الهندال، تنصحني دائماً بترك السكريات وتناول البدائل المفيدة والفواكه... وتؤكد لي أنه إضافة إلى فقدان الوزن فإن اعتزال السكريات يساعد على تحسين صحة القلب، وزيادة الطاقة، وربما يتفق على ذلك أكثر المهتمين بالصحة الجسدية والرياضة. ويؤكدون كذلك أن السكريات هي أحد أسباب عدم التركيز لدى الإنسان، وأن قطعها يساعد على الإحساس بالشبع، وتحسين المزاج.
وبمناسبة الحديث عن المزاج فإنه لا يمكن لوم بعض النساء إذا أظهرن حاجتهن للكاكاو، فهو يساعد على استرخاء الأعصاب المتعبة، وأنا أعتقد أنها حالة استثنائية، حيث إنَّ المرأة إنْ لم تتناول سكريات حينها فستغضب من العالم كله.
بناء على ما سلف، ألا يصبح قرار قطع السكر كاتخاذ قرار الزواج؟ فهما قراران صعبان جداً، ويحتاجان لتحمل مسؤولية كبيرة.
ولذا فإني أدعو الله كل يوم بأن أنجح في اتخاذ هذه الخطوة، وأجعل الفاكهة صديقتي، لاسيما في الصيف، فحرارة الشمس والجفاف لا تطفئها إلا قطع كبيرة من البطيخ الأحمر، وهو ما يشبع حاجاتنا لفاكهة مليئة بالسكر والماء كي نأخذ قسطنا من السكريات ونرطب أجسامنا بالماء.
وبما أننا مقبلون على صيف حار جداً، فعليك عزيزي القارئ أن تحرص على شرب الماء وتناول السكريات المفيدة، وريّ الأشجار، وسقي الحيوانات في الشارع، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «في كل ذات كبد رطبة أجر».