إطلالة

دموع في الأمم المتحدة... على أطفال غزة

تصغير
تكبير

أثناء إلقاء المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، كلمة فلسطين في الجلسة المخصصة لبحث الأوضاع في قطاع غزة، تم عرض صور أجساد الأطفال وهي تحترق أثناء القصف الإسرائيلي، وصور الأمهات الفلسطينيات وهن يحضنّ أجساد أطفالهن الساكنة ويمسحن على رؤوسهم ويتحدثن إليهم تارة، ويعتذرن لهم بمرارة تارة أخرى، تلك هي اللحظات القاسية التي جعلت السيد رياض منصور، يتأثر جداً منها ولم يتمالك نفسه حتى دخل في نوبة بكاء أثناء جلسة مجلس الأمن الأخيرة.

ففي الواقع هي صور قاسية لا تحتمل النظر إليها، فكيف إن كان لديك أطفال صغار، قائلا: لديّ أطفال واعلم ماذا يعني الأحفاد لعائلاتهم؟!

إنها مأساة حقيقية تعيشها غزة في كل يوم، وهذا الوضع المأسوي نراه يفرض على شعب أعزل من دون أن يكون لديهم قلوب تتحرك لفعل شيء حتى وان كان ثمنه غالياً.

فالأزمات والمناظر التي نراها على الأراضي الفلسطينية نتيجة الفقر والجوع والعطش أصبحت الحياة فيها معدومة وتفوق قدرة البشر على التحمّل وهذا ما أكده السيد رياض منصور، في كلمته بالجلسة، مشيراً إلى أن الدمار أصبح موجوداً في كل مكان والاماكن والمناطق مهجورة من السكان، فلا يوجد إلا الصامدون الذين ينتظرون الفرَج من الله، فكيف سيكون حالهم عندما تلتهم النيران أجسادهم، أليس هي مأساة حقيقية أن نراهم مع أطفالهم يموتون أحياء ولا أحد يستطيع مساعدتهم؟! فماذا نسمي هؤلاء الجنود من الصهاينة الذين يدمرون ويحرقون بيوت الأطفال الأبرياء في كل يوم أمام أعين العالم، أين ذهبت تلك المعاهدات والمواثيق الدولية التي يفترض أن تحمي الأطفال من القصف الإسرائيلي الهمجي؟

أين ذهبت حماية المدنيين الأبرياء من هذه الحروب الدموية، وهل تحولت حرب غزة إلى حرب ضد الأطفال للتخلص منهم عن طريق حرقهم وهم أحياء؟!

إلى متى يستمر سلاح النار والجوع داخل قطاع غزة، ألا تعلمون أن الأطفال يعيشون بدائرة الخوف المزمن أمام المآسي الوحشية في كل يوم، نعم إنهم أحياء ولكنهم ميتون، أين ذهبت قلوب الرحمة منكم، أين ذهبت قلوب المسلمين الذين يقدر عددهم حوالي 2 مليار شخص ويشكّلون حوالي 25 في المئة من سكان العالم ولكن من المحزن أن نراهم صامتين أمام هذه الانتهاكات غير الإنسانية، فالاحتلال يرتكب الفظائع من الجرائم في غزة وفلسطين حتى تحولت ملاجئ القطاع إلى أفران مشتعلة ولا تتحرك قلوبهم، أين أنتم من مساعدة الأطفال الأبرياء والشيوخ والنساء الذين لا حول ولا قوة لهم، ألا تعلمون ما يجري هناك ولا أحد يستطيع العيش بأمان في قطاع غزة التي تحولت الى ركام... متى تتحرك ضمائركم يا أمة 2 مليار مسلم، متى تهتز قلوبكم أمام إخوانكم في فلسطين، هل قلوبكم وضمائركم أصبحت ميتة اليوم؟!

نشيد بالموقف الإنساني الذي قام به السفير الجزائري عمار بن جامع، أثناء جلسة مجلس الأمن الدولي والذي بدوره ندد بارتكاب الاحتلال أبشع الجرائم داخل الاراضي الفلسطينية، قائلاً إن الاحتلال لم يرحم لا الأطفال ولا الأمهات ولا الأطباء داخل المستشفيات والمراكز الصحية حتى نال من الملاجئ الآمنة ولم يترك أحداً قط، وتابع بن جامع، قائلاً: ان 18 ألف طفل استشهدوا في الحرب الدائرة على فلسطين وهذه ليست مجرد أرقام بل هي أرواح بشر وأصوات واحلام ذهبت غدراً وعدوانا، كما نشيد بدور الكويت الداعم للقضية الفلسطينية منذ بداية الاحتلال ووقفت أمام الحق الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي مرات عدة ونددت مراراً على ارتكاب الاحتلال أبشع الجرائم والمجازر في غزة وبقية الاراضي الفلسطينية، ناهيك عن وقوفها الدائم مع المساعدات الانسانية من غذاء ودواء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة رغم الصعوبات والعراقيل إلا أن الكويت لم ولن تتوقف يوماً.

وفي الختام أضم صوتي مع صوت المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور في ما قاله من كلمات مؤثرة واشعر بما يشعر به من آلام وإحباط وقلب مكسور نتيجة استشهاد الآلاف من أرواح الأطفال الأبرياء من القصف الاسرائيلي الهمجي، فالصور والفيديوهات التي شاهدناها أثناء الحرب باحتراق أجسادهم وهم أحياء، وأيضاً سقوط المباني والبيوت عليهم هي لحظات مؤثرة ومؤلمة تبكي لها الأبصار وتتفطر لها القلوب، فالله تعالى قد نهى عن قتل النفس، لأن منزلة الانسان عند الله عز وجل منزلة عظيمة وقد حرم الله سبحانه من إراقة الدماء، اذ قال الله تعالى في سورة الأنعام: «ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق، ذلكم وصّاكم به لعلكم تعقلون».

وكذلك كُتب على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً، فكأنما قتل الناس جميعاً والعكس، وفي كتابه الكريم قال سبحانه: «مِن أجلِ ذلكَ كتبنا على بني إسرائيل أنّه من قتلَ نفسا بغير نفس أو فساد في الأرضِ فكأنّما قتلَ الناسَ جميعا...» (المائدة 32).

فيا أهل الدعوات: ضمّوا أهلنا في غزة بدعواتكم اليوم ونحن في شهر ذي الحجة...

اللهم طمنهم وأمنهم واعزّهم وانصرهم نصراً عزيزاً

يا رب العالمين...

ولكل حادث حديث،،،

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي