من الخميس إلى الخميس

لبيك اللهم لبيك

تصغير
تكبير

عشرة أيام وعشر ليال كادت أن تنتهي من ذي الحجة، هذه العشرة خصها الله –عزوجل– بقَسَم عظيم في كتابه العزيز «والفجر وليال عشر والشفع والوتر، والليل اذا يسر، هل في ذلك قسم لذي حجر» (سورة الفجر 1: 5).

من هنا أخبرنا رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم– مؤكداً أهمية هذه الأيام فقال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم– ولا الجهاد في سبيل الله، إلا من رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).

في هذه العشرة يصدح المسلمون الحجاج بالتلبية لله، فأنت تسمع روح الإسلام وحقيقته بقولك (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك).

إن من أكثر ما يشق على نفس الإنسان هذه الدعوة المهداة التي يمدها الله تعالى، ثم تجد من بين المسلمين من يزدادون بعداً عن الله ويدْعون من دون الله بَشَراً! وكأنهم يستمتعون بمخالفة أوامر الله! ويستلذون بالاصطفاف في ركب الشرك بالله!

العجب أن يمنح الله للمسلم حبل الصلة به فيصر البعض على أن يربط نفسه بحبل إنسان مثله لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً!

إن الخرافة التي روج لها بعض البشر من أجل خلق عبيد لهم يستخدمونهم من أجل مصالحهم هذه الخرافة، يهدمها ذاك النداء الذي يكرر هذه الايام من كل عام (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك).

إن الإسلام قام على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذه الشهادة هي الصورة الحقيقية لنداء (لبيك اللهم لبيك)، واليوم ملايين من المسلمين انحرفوا عن هذا الأصل العظيم!

اليوم، في يوم عرفة، سيقف حجاج بيت الله، لا يمَلُّون من تكرار نداء التوحيد، ومازال هناك من المسلمين من يتركون هذا النداء أو يحرفونه ليتبعوا من يضلهم عن الحق! مصداقاً لقوله تعالى «وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا» (سورة الأحزاب: 67).

اليوم، يوم عرفة، نسأل الله أن ينير بصائرنا لمعرفة حقيقة الإيمان، التي تغيب عن الكثير، فلنستمع لذاك النداء بقلوبنا وعقولنا؛ فإن نداء (لبيك اللهم لبيك) هو أصل دين الله.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي