بعد 6 سنوات من تطبيق أيسلندا لأسبوع العمل الرباعي... تنبؤات الجيل «Z» تتحقق
منذ أن اعتمدت أيسلندا نظام أسبوع العمل الرباعي في عام 2019، أصبحت تجربتها نموذجاً يحتذى به عالمياً في مجال تطوير بيئة العمل وتحسين جودة الحياة. بحسب تقرير نشره «Farmingdale Observer»، فقد أثبتت التجربة نجاحها بشكل لافت، حيث تحققت معظم التوقعات التي عبر عنها الجيل «Z» حول مستقبل العمل، خاصة في ما يتعلق بزيادة الإنتاجية وتحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية.
وأظهرت البيانات أن تقليص أيام العمل إلى أربعة أيام أسبوعياً أدى إلى ارتفاع ملحوظ في رضا الموظفين، وانخفاض معدلات الإرهاق المهني والتغيب عن العمل. كما سجلت بعض القطاعات زيادة في الإنتاجية بنسبة وصلت إلى 20%، مما فاجأ حتى أكثر المتشككين في فعالية هذا النموذج. وأشارت التقارير إلى أن الموظفين أصبحوا أكثر تركيزاً خلال ساعات العمل، مع تقليل الوقت المهدور في المهام غير الضرورية والاجتماعات الطويلة.
ولم تقتصر الفوائد على الجوانب النفسية والاجتماعية، بل شملت أيضاً جوانب بيئية واقتصادية. فقد ساهم تقليص أيام العمل في تقليل استهلاك الطاقة في أماكن العمل، وخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن التنقل اليومي. كما أتاح للموظفين مزيداً من الوقت للعناية بأنفسهم وأسرهم، وممارسة الهوايات أو الأنشطة التطوعية، ما عزز من شعورهم بالانتماء والسعادة.
ومع ذلك، واجهت التجربة بعض التحديات، خاصة في القطاعات التي تتطلب تواجداً دائماً أو خدمات على مدار الساعة. أوصى الخبراء الشركات التي ترغب في تطبيق النموذج بإعادة هيكلة المهام وتوزيعها بذكاء، وتجربة النموذج بشكل تدريجي لتقييم فعاليته وتعديل السياسات حسب الحاجة.
وتثير تجربة أيسلندا نقاشاً عالمياً حول مستقبل العمل في ظل التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة. ومع تزايد الطلب على بيئات عمل مرنة وصديقة للصحة النفسية، تقدم أيسلندا مثالاً عملياً على إمكانية تحقيق إنتاجية أعلى ورفاهية أكبر من خلال إعادة التفكير في أنظمة العمل التقليدية.