حروف نيرة
وقفات مع الأضحية
شرع الله عزوجل في عيد الأضحى ذبح الأضحية؛ إحياءً لسنة سيدنا إبراهيم، عليه السلام، عندما هاجر وترك بلاده وأهله ليعبد الله وحده، ودعا ربه أن يرزقه ولداً يأنس به في غربته؛ فرزقه الله تعالى بإسماعيل، عليه السلام، ثم رأى إبراهيم، عليه السلام، في المنام أنه يؤمر بذبح ابنه؛ فاستجاب إسماعيل، عليه السلام لأمره تعالى؛ فأرسل الله عزوجل كبشاً من الجنة ثم ذبحه إبراهيم، عليه السلام، فداءً عن ابنه، وشكراً لله تعالى على نعمة بقاء الإنسان من عام إلى آخر، ومن أهم أحكام الأضحية:
أن الأضحية سنة مؤكدة على المسلم القادر عليها، وليست واجبة في رأي جمهور الفقهاء، أما من لم يستطع ذبحها فلا شيء عليه.
حكم التضحية عن الأموات
اتفق الفقهاء على جواز التضحية عن الميت، إن كان الميت قد وصّى بذلك، وعلى المضحي أن يتصدق بجميعها على الفقراء، وليس له الأكل منها لعدم إذن الميت، وأما حكم التضحية عن الميت بلا وصية منه؛ فهي خلافية، والراجح جوازها لما ورد عن النبي، عليه الصلاة والسلام، أنه ضحى بكبشين أحدهما عن نفسه والآخر عمن لم يضحِ من أمته؛ ولأن الموت لا يمنع انتفاع الميت بأعمال غيره التي يصل نفعها إليه كالصدقة، وكذلك التضحية عنه؛ فقد شرعها الله تعالى لما فيها من بركات وخير عظيم.
نقل الأضحية إلى بلد المحتاج
الأولى بالمسلم أن يضحي في بلده إن كان أهلها أحوج إليها تقديماً لمصالح الفقراء وذوي الاحتياجات من بلده، وأما إن كان أهل بلد أخرى أحوج منهم إليها؛ فإنه يجوز نقلها إليهم؛ فلم تمنع شريعتنا نقل الأضحية إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وإن كان أهل البلد قد استغنوا عن الزكاة؛ تقديماً لمصلحة الفقير والمحتاج؛ فلا حرج في نقل الأضحية من بلد إلى آخر، إغاثة للفقير والمحتاج.
كيفية تقسيم الأضحية
تُقسم الأضحية نصفين؛ نصف للأكل، ونصف للصدقة، لقوله تعالى: «لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ» (الحج: 28)، ويجوز أن تقسمها أثلاثاً، كما في الحديث الشريف: (كُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا) رواه مسلم، وهذا التقسيم سنة وليس بواجب، فقد استحب جماعة من الفقهاء تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام، وتقبل الله تعالى منا ومنكم الطاعة، وكل عام وأنتم بخير.
aaalsenan @
